--
إسلمو ولد سيدي أحمدكاتب وخبير لغوي وباحث في مجال الدراسات المعجمية والمصطلحية
كتب الصديق/ محمد ولد محمد فال، ما يأتي:
للنقاش...
الجزائر تخطو خطوة مهمة للتحرر من الرطانة، وفي المغرب التنسيقية الوطنية للغة العربية تحتج على تدريس بعض المواد باللغة الأجنبية، وفي تونس رئيس مؤقت يتكلم بعربية فصيحة وهيئات مجتمع مدني تتحرك لصالح اللغة العربية، وفي موريتانيا غالبية شعب تطالب بالتحرر من الرطانة وتدريس المواد العلمية باللغة العربية، وفي ليبيا المشكل أخف، ورغم ذلك لا تزال اللغة العربية تعاني في هذه الأوطان!
أين تكمن المشكلة؟
التعليق:
تكمن المشكلة في وجود مجموعات ضغط (عربية وأجنبية) ذات نفوذ واسع، مستفيدة- ماديا ومعنويا-من إطالة عُمُر هذه الوضعية الشاذة المتجسدة في هيمنة اللغة الأجنبية في مختلِف المجالات الحيوية.
في مواجهة هذه المجموعات، يجب علينا جميعا-كل من موقعه-أن نضغط (بالطرق السلمية) على أصحاب القرار من أجل أن تحتل اللغة العربية محل اللغة الأجنبية في التعليم (بمختلف أنواعه ومستوياته)، وفي الإدارة، وفي سائر المرافق الحيوية. وبهذا القرار يتم فك الارتباط بين قضيتين مختلفتين تمامًا، 1-التدريس بلغة أجنبية. 2-تعلم لغة أجنبية. الأولى، مرفوضة، والثانية، مطلوبة.
مع تكثيف الجهود في مجال توعية المعنيين من المسؤولين، والمهتمين من المثقفين والمواطنين العاديين، بضرورة تصحيح هذا الوضع الغريب.
ولعل الأساتذة المحترمين، في أقطارنا العربية، يتحملون مسؤولية كبيرة في هذا المجال.
ينبغي للأستاذ أن يحرص على تدريس مادته باللغة العربية (بل إنّ ذلك يدخل في صميم واجباته الدينية والوطنية)، وأن يؤلف بالعربية ويُصدر مذكّرات بالعربية ليساعد طلابه على استيعاب المادة التي يدرسونها تحت إشرافه، وُصُولًا إلى الإبداع في مجالات تخصصهم. إذْ تؤكد الأبحاث والدراسات الدولية المتخصصة أن الإنسان لا يستطيع الإبداع إلّا إذا تعلم باللغة الأم.