أفاق سكان العاصمة السنغالية دكار صبيح الخامس عشر أغسطس على حاويتين محملتين بأنواع المتفجرات، تطفوان على شاطئ البحر. وقد أكدت التحقيقات أن الحاويتين هما جزء من حمولة قارب بحري، يحمل علم دولة تنزانيا، أغرقه طاقمه المصري في ظروف غامضة، قبالة جزيرة كوري، بعد أن كان القارب وحمولته قيد المراقبة والتحفظ من طرف الجمارك السنغالية.
لكن المفاجأة لم تنته عند هذا الحد، فقد تأكد لاحقا أن حمولة هذا القارب بلغت أربعين حاوية، معبأة بشحنة تقدر بثلاثين مليون طلقة، وما يقارب عشرة آلاف بندقية...
ورغم ادعاء طاقم القارب أن الشحنة كانت في طريقها إلى دولة مالي لصالح قطاع الصيد في هذا البلد، إلا أن جملة من الشواهد الخاصة بهذه الحادثة الغريبة وغير المسبوقة، تدعو إلى التساؤل..
أولا: يعلم الجميع بأمر العلاقة غير السرية بين دولة تنزانيا والكيان الصهيوني الذي يتمتع بحضور ونفوذ قويين في هذا البلد الإفريقي، فلا بد إذن أن للأمر علاقة بمحاولات هذا الكيان تنفيذ تهديداته ضد دول بعينها في المنطقة...
ثانيا: يثير إقدام طاقم القارب على إغراق القارب وحمولته، نقطة استفهام جوهرية، قد تقود الإجابة عليها إلى حل اللغز برمته، خاصة إذا علمنا أن "الشحنة كانت موجهة إلى دولة مالي" لأغراض اقتصادية بحتة، حسب ادعاء الطاقم وهو ما ينفي وجود أي سبب للإقدام على مثل هذه الخطوة..
ثالثا: خلال الأسابيع الأخيرة خرج علينا عقيد متقاعد، هو في الحقيقة "رئيس سابق"، ليعد النظام الحالي بالويل والثبور وعظائم الأمور، ورغم أن الرجل عودنا على مثل هذه الخرجات الإعلامية غير الموفقة، إلا أن الغريب في الأمر هذه المرة هو التهديدات الرعناء والفجة، والتي ربما لا نجد لها تفسيرا في ظل تضاؤل، حتى لا نقول انعدام شعبية الرجل وأنصاره، اللهم إلا إذا تعلق الأمر بمغامرة فردية غير محسوبة ستضع بكل تأكيد حدا لجميع طموحات الرجل...
رابعا: توجيه أصابع الاتهام إلى المخابرات الموريتانية في حادث إغراق القارب، ورغم أن الأمر لم يتأكد حتى الآن وربما لن يتأكد بسبب الطبيعة السرية لعمل المخابرات، إلا أن ورود اسم المخابرات الموريتانية يؤكد أن للأمر علاقة بأمن البلاد...
تنزانيا...إسرائيل...اعلي ولد محمد فال... الذخائر والأسلحة...شواهد ملموسة تلخص علاقة غير مقدسة، جمعت في الماضي العقيد السابق بالموساد الإسرائيلي، لكنها اليوم تلخص طموحاته التي انشغل عنها أيام "الخليفة الأموي" بجمع المال من جيوب الموريتانيين، وتسخير قطاع الشرطة الوطنية لامتصاص دمائهم...
بقلم: محمد عبد الرحمن محمد الداه؛ خبير اقتصادي مقيم في فرنسا