قالت جانيت يلين، رئيسة مجلس الإحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، أمس الجمعة ان آثار الركود الكبير لا تزال تعرقل سوق العمل الأمريكي، وانه يجب على المجلس أن يتحرك بحذر عند تحديد الموعد الذي ينبغي فيه رفع أسعار الفائدة.
هذا التصريح جاء في مجال دفاعها عن نهجها بشأن السياسة النقدية. ففي كلمة لها خلال مؤتمر للبنوك المركزية في جاكسون هول في ولاية وايومنغ شرحت يلين بالتفصيل لماذا ترى أن معدل البطالة وحده لا يكفي لتقييم قوة سوق الوظائف الأمريكية.
وتراجع معدل البطالة بوتيرة أسرع من التوقعات، لكن يلين قالت ان تعثر الاقتصاد خلال السنوات الخمس الماضية ترك ملايين العمال مهمشين، أو محبطين، أو ملازمين لوظائف غير دائمة، وهي حقائق لا تظهر في معدل البطالة وحده.
وقالت يلين في كلمة افتتاح المؤتمر السنوي الذي ينظمه مجلس الإحتياطي الاتحادي بخصوص السياسة الاقتصادية، إن الفصل بشأن ما إذا كان الاقتصاد قريبا من التوظيف الكامل «يتعقد بالتغييرات المتواصلة في هيكل سوق العمل واحتمال أن يكون الركود الحاد قد تسبب في تغيرات مستمرة في أداء سوق العمل».
وأضافت «تقييم درجة ما تبقى من ركود في سوق العمل ينبغي أن يجرى بدقة أكبر بسبب الغموض الشديد بخصوص مستوى التوظيف بما يتفق مع التفويض المزدوج لمجلس الإحتياطي الاتحادي» الخاص باستقرار الأسعار والتوظيف الكامل.
وقالت انه في مثل تلك الأجواء «لا توجد وصفة بسيطة لسياسة ملائمة» مفضلة نهجا «عمليا» يفسح المجال أمام المسؤولين لتقييم البيانات لدى وصولها دون الالتزام بمسار سياسي محدد سلفا.
وتضمن خطاب يلين إشارات مطولة إلى احتمال أن تكون سوق العمل في وضع أفضل مما تبدو عليه، وأن مجلس الإحتياطي الاتحادي ربما يواجه احتمال أن يضطر لرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب أو أسرع من توقعات السوق.
لكن التصريحات بوجه عام شكلت دفاعا عن فرضيتها الأساسية بأن الأزمة المالية في 2007-2009 والركود قد ألحقا أضرارا بالاقتصاد والقوى العاملة بطرق لم يتم إدراكها بالكامل.
وأبقى البنك المركزي أسعار الفائدة القياسية قرب الصفر منذ ديسمبر/كانون الأول 2008، وقال إنه سينتظر قبل رفع الفائدة «كثيرا من الوقت» بعد إنهاء برنامج التيسير النقدي التحفيزي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكان مسؤول كبير معني بصياغة السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة قد قال في وقت سابق ان مجلس الإحتياطي الاتحادي ينبغي ألا ينتظر أكثر من اللازم لرفع أسعار الفائدة، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك الكثير من الفتور في سوق العمل.
وقال تشارلز بلوسر رئيس بنك فيلادلفيا الإحتياطي الاتحادي لشبكة (سي.إن.بي.سي) في مقابلة أمس الأول «أفضل أن نبدأ في رفع أسعار الفائدة قريبا وأن نرفعها بشكل أكثر تدرجا.»
وأضاف أن الانتظار أكثر من اللازم لرفع أسعار الفائدة يزيد من احتمالات اضطرار الإحتياطي الاتحادي لرفعها «بسرعة شديدة في ظل اقتصاد أقوى وربما تضخم أعلى.»
وقال بلوسر ردا على سؤال بخصوص ما إذا كان يعتقد أن هناك قصورا كبيرا في استغلال موارد سوق العمل مثلما أكد مجلس الإحتياطي الاتحادي الشهر الماضي في بيان «لا أعتقد ذلك».