وزير الثقافة يزور مدينة آزوكي التاريخية ويدعو إلى إعادة الاهتمام بها من جديد

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
ثلاثاء, 2019-09-17 09:04

قام وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان سيدي محمد ولد الغابر بزيارة صباح الأحد الماضي لمدينة آزوكي التاريخية عاصمة دولة المرابطين بولاية آدرار على بعد كيلومترات قليلة من مدينة أطار
الوزير الذي كان مرفوقا بوالي ولاية ادرار والمحافظ الوطني للثقافة والتراث والسلطات العسكرية والإدارية وعدد من المنتخبين والخبراء في مجال الثقافة والتراث وقف في قلب المدينة على قلعة آزوكي الأثرية القديمة المسماة لقصيبة التي لا تزال معالمها التاريخية شاهدة على آثار دولة المرابطين فيها منذ الحفريات الأولى التي قام بها المعهد الموريتاني للبحث العلمي قبل اربعين عاما من الآن
واستقبل السيد الوزير لدى وصوله إلى المدينة من طرف الأستاذ أحمد ولد أييه رئيس رابطة ترقية مدينة آزوكي التاريخية ( منظمة غير حكومية ) ومسؤول الثقافة والإعلام في الرابطة الكاتب الصحفي سيدي ولد الأمجاد وعدد من أعضاء الرابطة وجمهور من ساكنة هذه المدينة الأثرية القديمة

الأستاذ أحمد ولد أييه تحدث امام السيد وزير الثقافة والوفد المرافق له عن نشأة وتطور هذه المدينة خاصة في عهد المرابطين والدور الحضاري الذي لعبته في التواصل الثقافي مع المغرب العربي والأندلس واهتمام الباحثين العرب والاوروبيين بتراثها وتاريخها العريق قبل ان يتقدم باسم سكان المدينة بمطالب ملحة واستعجالية لوزير الثقافة منها العمل بسرعة على تصنيفها على لائحة المدن القديمة المسجلة لدى اليونسكو بعد أن تم سابقا تقديم ملف دولي إليها بهذا الخصوص وحماية الموقع الأثري الحالي وترميم الحفريات الموجودة فيه إضافة إلى إنشاء متحف اثري وثقافي في آزوكي لصيانة ذاكرتها الحضارية الجمعية
ومن جانبه قدم المحافظ الوطني للثقافة والتراث الأستاذ النامي محمد كابر صاليحي عرضا هاما عن اهم المحطات التاريخية لمدينة آزوكي مؤكدا انها كانت مهدا لدولة المرابطين بل إن تاريخ المدينة سبق هذه الفترة مضيفا أن الإمام الحضرمي وضريحه اليوم يعتبر من أبرز شواهدها التاريخية كما تحدث عن خصائص الموقع الأثري وأهميته الأركيولوجية والخطوات الضرورية لصيانته وحفظه مشيدا بدور منظمة آزوكي غير الحكومية وتعاونها المستمر مع وزارة الثقافة في هذا المجال وخاصة الجهود الذاتية لرئيس شبكة المتاحف الموريتانية الخاصة السيد عينين ولد أييه ورئيس رابطة آزوكي الأستاذ أحمد ولد أييه

ومن جانبه تحدث الخبير الدولي لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو في تونس وأول مدير عام للمعهد الموريتاني للبحث العلمي الأستاذ عبد الله ولد ببكر الذي يرافق وزيرالثقافة وبشكل علمي دقيق ومفصل نال إعجاب الجميع عن الدور البارز الذي قامت به مدينة آزوكي في التاريخ الثقافي للبلاد كمنطلق لدولة المرابطين وامتدادها نحو المغرب والأندلس وانتشار المذهب المالكي الذي وحد فضاء اجتماعيا واسعا بلا حدود كما تحدث عن ظروف وملابسات الحفريات الأولى في آزوكي التي كان ينقصها التمويل لتحقيق أهدافها العلمية الطموحة ومساعي تسجيل آزوكي على لائحة التراث العالمي لليونسكو
ويعد الأستاذ عبد الله ولد ببكر من افضل الخبراء والمسؤولين في مجال التراث الثقافي الذين ساهموا بشكل كبير في نفض الغبار عن المدن القديمة في موريتانيا وخاصة مدينة آزوكي الأثرية وهو ما جعل السيد وزير الثقافة ينتدبه من تونس حيث يعمل في الألكسو لمرافقته في هذه الرحلة إلى عاصمة المرابطين والاستعانة بتجربته الكبيرة في هذا الميدان
معالي وزير الثقافة الدكتور سيدي محمد ولد الغابر وبعد الاستماع إلى مختلف هذه الشروح والمداخلات ومطالب السكان المحلية أكد على أهمية مدينة آزوكي في السياسة الثقافية لوزارته نظرا لمكانتها التاريخية الفريدة من نوعها واولويتها في هذا المجال معطيا تعليماته في عين المكان للمحافظ الوطني التراث والثقافة والمسؤولين المعنيين بضرورة المباشرة فورا في اتخاذ الإجراءات الضرورية اولا لحفظ وصيانة هذا الموقع الأثري الهام وإعادة الجهود الدولية لتصنيف المدينة على لائحة التراث العالمي لليونسكو انطلاقا من الملف الفني المناسب لذلك وتكملة النواقص السابقة فيه
وكان وزير الثقافة الدكتور سيدي محمد ولد الغابر والوفد المرافق له قد زار أيضا في مدينة آزوكي التاريخية ضريح الإمام الحضرمي محمد بن الحسن المرادي الأندلسي صاحب كتاب الإشارة في تدبير الإدارة وقاضي الدولة المرابطية الذي استشهد في هذه المدينة حيث لا يزال ضريحه في وسطها غير بعيد من القلعة الأثرية لكصيبة أبرز معالم المدينة ومزارا روحيا ودينيا وسياحيا كبيرا فيها مثل ضريح الولي الصالح سيدي بوسعيد في تونس العاصمة والعديد من مقامات كبار الأولياء والصالحين في المغرب والجزائر في فاس والقيروان ومدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة الجزائرية