من صفحة الكاتب الصحفي السالك ولد عبد الله
تابعتُ، باهتمام بالغ، عبر مختلف وسائل الإعلام السينغالية (خاصة ورسمية)، خبر ضبط كمية ضخمة من «الذخائر الحربية» من قبل فرقة من الدرك السينغالي في منطقة «تيواوون» المصنفة «حاضرة صوفية».
وقد خرجت من تلك المتابعة بجملة ملاحظات لعل من أبرزها:
- انتشار الخبر بشكل شبه متزامن في معظم الصحف الورقية والإلكترونية؛ قبل أن تتناوله وكالة الأنباء الرسمية APS ضمن «قراءة يومية في اهتمامات الصحف»؛ ما يشي بوجود عملية «تسريب» ممنهجة متحدة المصدر..
- التسرع في تحديد وجهة «الترسانة الحربية الهائلة» التي قيل إن فرقة من الدرك «اكتشفتها» خلال عملية تفتيش روتينية على الطريق الوطني رقم 1 (RN1) عند مدخل بلدية «پير» Pire التابعة لمقاطعة «تيواوون»؛ حيث أكدت وسائل الإعلام المحلية أن العناصر الأولية للتحقيق كشفت أن الذخائر كانت في طريقها إلى «جماعات مسلحة» تتواجد في موريتانيا Des groupes armés basés en Mauritane.. علما بأن المصدر الأوحد (المعلن على الأقل) هو سائق سيارة «مرسيدس» خصوصية، يدعى ماكي تالا نجاي، تم ضبط الذخائر داخل سيارته، وأنكر علمه بطبيعتها.
- نفس عناصر التحقيق، واعتمادا على «استجواب» تالا نجاي ، كشفت أن «الطرد» الذي ضبطه عناصر الدرك يعود لموريتاني (أحمد نجاي)، يقيم في مدينة «روصو - السنغال»؛ قال السائق إنه هو من طلب منه نقل كمية من الخردة.. وبعد توقيف أحمد نجاي اعترف بأن له شريكا من عناصر الجيش السينغالي يعمل في معسكر «لومونييه» Lemonnier بدكار؛ لكنه اختفى فجأة و«يجري البحث عنه» بشكل مكثف !
رواية الإعلام السينغالي تثير العديد من علامات الاستفهام بشأن مدى صدقيتها:
- عن أي «جماعات مسلحة» تتحدث عناصر «التحقيق الأولي» دون أن تعلم بها أجهزة الأمن الموريتانية أو مصالح الاستخبارات الإقليمية و الغربية التي ترصد حركات النمل في كامل منطقة الساحل وشمال إفريقيا؟
- ما سر إقامة الموريتاني المفترض (أحمد نجاي) على الأراضي السينغالية بينما يحاول إدخال قرابة 4000 قطعة من الذخيرة إلى «جماعات مسلحة» داخل موريتانيا؟
- ما سر تزامن تاريخ العملية مع الإعلان (27 أكتوبر) عن اكتشافات غازية هائلة في الجزء الموريتاني من حقول الغاز المشتركة مع الجارة الجنوبية؛ وتأخر الإعلان عن «تفاصيلها» قرابة أسبوع؟