وَلَدِي... بَنَاتِي...
ما لها من يَسْمَعُ!
صوتُ الصدى خَــجِلاً
يُعِـيد ويُــرجِعُ
صاحت بأعلى صوتِها مَذْعُورةً
فمن العريش بَدَتْ بُـــروقٌ تَـلْمَعُ
ماذَا ستفعلُ!؟
لَا كبيرَ مع الصِّغَارِ...
ودمْعها مثل الهواطل يَهْمَعُ!
خرجت تنادي جارة في هيْعَةٍ
يا فـرقة الإنقاذ ا! هــــذا مُفْزِعُ!
أَمَــلاً تعودُ إلى العريشِ لَعلَّها
تَسْطِيعُ فَـتْحَ الباب ... لَأيًا تَـقْـرَعُ!
"مَرْيَامُ" قُــومي ...
يا "سُكَيْنَةُ" أيقظي أَخَوَاتِك اللاتي أرى ... تَـتَـوَجَّعُ!
"لَا مَاتَ" قُمْ...
وَإِذَا اللهيبُ بَدَا سيخـرج عن نطاقِ جُهودها...
ما تصنعُ!
لو كان يدري الباب ماذا خلفه!
أتُـــــراهُ بات بِـفـــتحه يَـتَـمَـنَّعُ!
صَرَخَاتُ: "ماما"... مَا لها من مُـنْـقِـذٍ!
والله أرحم بالضعيف وأنفعُ
من بعد ما خَمَدَ الحريق...لوحده!
يأتي "الدِّفَاعُ" وَرَهْطُهُ... فـليرجعُوا!!
فَـلَـذَاتُهَا... أَغْلَى هَدايا عُمْرِهَا!
عِـطْـر الشتاء، وقـد أَوَاهُمْ مَخْدَعُ
خوفَ اللصوص صَكَكْنَ باب عريشهم...
زُغْبُ الحَوَاصِلِ! مُـؤنسات, تُمْتِعُ!
ماذا نقول لـــزينب وبناتها!؟
أَمَقَـالُنَا فِي حَقِّهِنَّ سَيُقْـــنِعُ!؟
بفظاعةٍ...ببراءةٍ! شَرِبُوا الرَّدى! ...
ومرارةٍ... تركوا القلوب تَـقَـطَّعُ!
"لَا مَاتَ" مَاتَ بِهِ الحَياءْ!
لكنَّمَا مَوتُ الضمائر في الحقيقة أَفْـظَـعُ!
مختار محمد مقام
ازويرات 09 يناير 2020
إلى أختي زينب
لك خالص عزائي بعد ذبول الزهور الخمسة إثر الحريق الأليم -أمام ناظريك- وما لك من حيلة. جعلهم الله لك ذخرا في الجنة ورحمهم