قال الدكتور بدي أبنو، الكاتب الأكاديمي الموريتاني ان تجديد الطبقة السياسية الذي كان قد دعا له غداة سقوط نظام ولد الطايع "لا يتعلق بتغيير أشخاص أو بالمواقع التي يحتلها أشخاص من حيث همْ همْ مشيرا الى انه يتعلق بضرورة تغيير منظومة مؤسسية وعقليات ما تزال مسيطرة والجميع ما زال يساهم في تكريسها بما في ذلك ضحايا هذه العقليات أنفسهم."
وأضاف ولد ابنو في حوار مع صحراء ميديا الى أن "كل تغيير هرمي فوقي لا يمكن أن ينجح"
مؤكدا أن تجربة الأنظمة السياسية المتعاقبة تثبت أن الإنشائيات الرسمية غالبا ما تشكل "محرقة للمفاهيم" منبها إلى أن تجديد الطبقة السياسية يعني في مفهومه "تغييرا في المنظومة القائمة وفي النسق السائد وليس تغييرا في بعض الأسماء."
واعتبر الاكاديمي الموريتاني المقيم في باريس وبروكسل أن تجديد الطبقة السياسية الذي كان قدّ كرّس له عددا من الكتابات في السنوات الماضية يعني "في المحتوي الدلالي الذي يحيل إليه منظومةً معقدة موروثة أطلق عليها صفة المنظومة الموروثة عن "سينلوي"." وشدّد على أنه يقصد "بتلك المنظومة، إذا أردنا التلخيص الشديد، نمطا خاصا مما تسميه الأدبيات السياسية بالدولة الكومبرداروية، نمطا خاصا تلعب "الدولة" فيه دور الوسيط الفوقي "الغيور" على موقعه كحلقة وصل وفصل بين الوكيل الأجنبي والمجتمع التقليدي."
ويثور بقوة في موريتانيا حاليا جدل واسع حول مفهوم تجديد الطبقة السياسية، وذلك على خلفية تبني الرئيس محمد ولد عبد العزيز لهذه الفكرة شعارا لحملته الانتخابية، وتقديم المعارضة لرؤيتها في هذا المجال، وكذلك تدافع شباب النظام وراء هذا الشعار من أجل تحقيق أهداف سياسية يرى بعضهم أنها ظلت وإلى وقت قريب حكرا على الطبقة السياسية التي حكمت منذ الاستقلال.
صحرء ميديا