عبد الفتاح ولد اعبيدن
كثيرون أشفقوا على ولد غزوانى و تجربته المرتقبة فى الحكم،حين كان يردد أنه هو و عزيز صنوان.نعم فلتكونوا أصدقاء،إن سمحت الأقدار بذلك،لكن أن تزكي عشريته و تشيد بها،و تعتبرها نهجا يقتدى،لا نهبا يستنكر و يستحق التحقيق و التمحيص،فذلك على الصعيد السياسي،سيكون كافيا لإبعاد الكثيرين عن طريق ولد غزوانى.
لكن الأقدار تداركت الرئيس محمد ولد الغزوانى،فرجع ولد عبد العزيز فى وقت مبكر،و ضغط زر السياسة، من جانب مضر بمصداقية و قوة و تماسك نظام ولد الغزوانى الوليد،حيث حاول ولد عبد العزيز السيطرة و النفوذ من خلال الحزب الحاكم،و ربما العودة للسلطة فعليا، من خلال كتيبة الأمن الرئاسي،لكن المخطط انهار كليا،و طالب كثيرون،سرا و علنا، بالتحقيق فى العشرية،فلم يكن بد من الاستجابة لتلك الدعوات السريعة المتلاحقة المتعاضدة،و أصدر البرلمان صفارة الإنذار، فى ذلك الصدد الحساس المحوري،و قبل ذلك فى الإعلام الرسمي و التصريحات و الخطابات الرسمية،لله الحمد،لم تعد العشرية مرجعية،و بدأ التمايز المثير للتفاءل،يتجسد تدريجيا.
و كانت طريقة التعامل مع المعارضة،إبان مهرجان شنقيط،و استقبال المرشحين الرئاسيين،و تأكيد نهج الانفتاح،من خلال خطاب الاستقلال،كل ذلك على الصعيد السياسي،ولد جو انفتاح مبشر،كما عزز منحى التمايز المنشود،عن أسلوب الرئيس السابق،الذى حسب يوما،أنه سيظل الرئيس المؤسس،و مصدر التوجيه و الإلهام و النفوذ باستمرار،و لعله ما تذكر الحكمة السارية،لو دامت لغيرك ما وصلت إليك!.
و يأتى اليوم ،الأربعاء، 29/1/2020،تدشين برنامج الأمان الاجتماعي، على يد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى،مبشرا بدفع رواتب ل40 ألف أسرة ضعيفة،و مجانية العلاج للبعض،و خفض سعر الكهرباء،لبعض المشتركين،و الوعد بإنجاز المزيد من المدارس و الطرق،كل هذا و غيره ،إن طبق فعليا،سيكون فتحا عمليا، للمزيد من ورشات التنمية و العناية بالضعفاء بوجه أخص،و هذا فى غاية الأهمية و الاستعجال.
هذا إلى جانب الثقة التى تعززت، فى قطاع الصحافة المستقلة ،رغم حصارها فى مجال الموارد المالية،حيث تدير الآن، جميع مؤسسات الإعلام الرسمي(الوكالة-الإذاعة-التلفزة).
إننا لا نريد لتجربة ولد الشيخ الغزوانى أن تفشل و تتقاعس،ليس حرصا على نجاح شخص و طاقم حكومي فحسب،لكن حرصا على نجاح وطن و حقبة حساسة، من تاريخ شعب عزيز غال.
و الحياة ألم يخفيه أمل،و أمل يحققه عمل،بإذن الله.