عد فترة من التهدئة، عاشتها الساحة السياسية والحقوقية، إثر فوز فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بمنصب رئيس الجمهورية في مشهد ديمقراطي بهيج، جعل الكل يطمئن على مستقبل البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وبعد أن تتالت ردود فعل جد إيجابية على جو الانفتاح والتشاور الذي ميز الستة أشهر الأولى من حكم فخامة رئيس الجمهورية، بما في ذلك تصريحات السيد بيرام الداه اعبيد، التي لاقت استحسان الجميع، لدرجة أن البعض اعتبرها إيذانا بدخول المعني ورفاقه في الأعلبية، ودعم برنامج فخامة الرئيس.
بعد كل هذا الجو المفع بالإيجابية، تفاجأ الجميع بإطلالة من الرئيس بيرام لم تكن متوقعة فيما يشبه إلى حد كبير حرق المراكب وقطع شعرة معاوية!
الغريب أن هذا التصريح المثير جدا والمفاجئ حقا، تزامن مع معطيات عدة تصب مجتمعة في مصلحة القضية وتجاوز آثارها.
١ الزيارة الناجحة التي أداها فخامة رئيس الجمهورية للشقيقة الإمارات والتي أثمرت مبلغا ضخما سيمكن لا محالة من تطبيق البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس، والموجه بالأساس إلى الطبقات الهشة والمغبونة تاريخيا،
٢ المستقبل الواعد للوضع الاقتصادي للبلد بسبب الثروة الغازية المعتبرة التي تم الاتفاق توا على تسويق جزئها المشترك مع الشقيقة السينغال، وهو ما سيساعد بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية للسكان عموما،
٣ والأهم من هذا كله هو الإجماع الوطني على هذه القضية وضرورة تجاوزها والعمل على محو الآثار المترتبة عليها من غبن وتهميش.
كل هذه الأمور تصب في خانة غلق هذا الملف بما يرضي المتضررين منه.
فما السر الكامن وراء تصريحات الرجل في وجه هذه المعطيات الإيجابية؟
لم تراجع بيرام عن موقفه الإيجابي من النظام بهذه السرعة وبهذا الحجم أيضا؟
هل يعتبر الرئيس بيرام أن طي ملف المظالم التاريخية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالحراطين، سيفقده "شيئا ما"، و عليه تكون تصريحاته الأخيرة مجرد محاولة لإفساد جو الإجماع الوطني حول هذه القضية المركزية،
خاصة أن الشخص الطبيعي من الصعب عليه مواصلة السير في اتجاه لا يجد فيه غير إطلاق التهم جزافا مع حصص دائمة من السب والتجريح؟
وضعية صعبة فعلا، لكن، مع ذلك، أعتقد أنه ينبغي أن نعامل بيرام بنقيض قصده، ونواصل، بكل إصرار، في العمل على تصحيح كل الاختلالات والوقوف مع المهمشين والمغبونين، من كل الفئات ومساعدتهم حتى ينالوا حقوقهم المشروعة، دون المساس بسمعة الوطن أو التعرض لحرمة المواطن!
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.