يمكن لرقع مطورة مصنوعة من المشيمة البشرية أن تمنع إصابة الرجال بالعجز الجنسي بعد جراحة سرطان البروستات.
وتُلف الرقع الطبية حول الأعصاب الرئيسية قبل إزالة الورم السرطاني، لمنع سلس البول وضعف الانتصاب، الذي يمكن أن يحدث لدى ما يصل إلى 7 من كل 10 رجال، يخضعون للجراحة.
وأوضحت الدراسات التجريبية أن هرمونات النمو وغيرها من خلايا الإصلاح في الأنسجة، التي تبرعت بها الأمهات اللاتي خضعن لعمليات قيصرية، تحمي الأعصاب وتساعد على الانتعاش بعد الجراحة.
ويتضمن العلاج الأكثر شيوعا لسرطان البروستات، استئصال البروستات الجذري، الواقع بين المثانة والعضو الذكري.
وفي حين أن الجراحة حققت نسبة نجاح جيدة، ما يصل إلى 80% من الرجال الذين خضعوا لها يظلون على قيد الحياة بعد 10 سنوات، فإن ما يصل إلى 20% من الرجال يعانون من سلس البول بعد ذلك، في حين أن 70% يعانون من صعوبات في الانتصاب.
ويتمثل التحدي الذي يواجه الجراحين في حماية المنطقة المحيطة بالبروستات، وهي عبارة عن غابة من الأعصاب، بما في ذلك الأعصاب الكهفية، التي تساعد على تحفيز الانتصاب، في حين تشارك أعصاب أخرى في السيطرة على المثانة.
ويأمل الجراحون في حماية الأعصاب من خلال لفها باستخدام الغشاء الأمينوسي البشري، وهو غشاء سميك يشكل طبقة المشيمة الأعمق. ويتميز بأنه صلب ومرن ويحتوي على مجموعة من المركبات، بما في ذلك عوامل النمو (البروتينات التي تحفز نمو الخلايا) وخلايا الجهاز المناعي وخلايا الأمنيوسي المتوسطة، وهي خلايا جذعية أو خلايا رئيسية يمكن أن تشكل أنواعا أخرى من الأنسجة.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أيضا، أن لها آثارا تحمي الأعصاب. أحدها، الذي نشر في مجلة أبحاث المناعة، أظهر أن خلايا الأمينوسي يمكن أن توقف الالتهاب، وهو سبب الندبات، وتؤدي إلى استعادة الأعصاب التالفة لدى الفئران المصابة بالتصلب المتعدد.
وفي التجربة الجديدة في مستشفى “لوكاس” في نويس بألمانيا، يتلقى 30 رجلا يخضعون لعملية جراحية لسرطان البروستات الموضعي، رقعا طبية معقمة ومجففة، ملفوفة حول تلك الأعصاب الرئيسية.
وتظهر النتائج من تجربة صغيرة سابقة أنه يمكن أن تكون فعالة للغاية. وفي المتابعة الأولى بعد 6 أسابيع، تمكّن 41% من الرجال الذين حصلوا على الرقعة، من تحقيق الانتصاب مقارنة بـ 5% عند الرجال الذين لم يحصلوا على الرقعة، وفقا للنتائج التي أبلغ عنها في المؤتمر العالمي لعلم الباطنة في تايوان.
وقال البروفيسور راج بيرس، استشاري المسالك البولية في بريستول Urology Associates: “سيتعين إخضاع استخدام الغشاء الأمنيوسي لتجارب واسعة النطاق قبل القبول المطلق”.