قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إسماعيل هنية، إن المعركة مع إسرائيل أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، وكشفت عن منحنى تطور قدرات المقاومة خلال الأعوام الثمانية الماضية.
وبدأ مساء الثلاثاء وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد حرب بدأها الجيش الإسرائيلي في السابع من الشهر الماضي، ودامت 51 يوما، بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل.
وأمام تجمع لآلاف الفلسطينيين في ساحة المجلس التشريعي (البرلمان) غربي مدينة غزة، قال هنية مساء اليوم الأربعاء إن “المعركة مع العدو الصهيوني أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وأحيت المشاعر تجاهها”، دون توضيح لم يقصده.
ومضى قائلا، في أول ظهور جماهيري له منذ بدأت هذه الحرب، إن “هذه المعركة كشفت عن منحنى تطور المقاومة خلال الأعوام الثمانية الماضية ففي حرب الفرقان (عام 2008-2009) كان انتصار الصمود، وفي حرب حجارة السجيل (2012)، كانت انتصارا سريعا، أما في معركة العصف المأكول (اسم أطلقته حماس على الحرب الأخيرة) فكان الانتصار أضعاف انتصار حجارة السجيل”.
وشنت إسرائيل حربين سابقتين على غزة ،الأولى بدأتها في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 وتواصلت على مدار 22 يوما، وأدت إلى مقتل نحو 1500 فلسطيني وإصابة 5000 آخرين، والثانية كانت في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 واستمرت ثمانية أيام، وأسفرت عن مقتل نحو 160 فلسطينيا وإصابة 1500 آخرين.
وتابع هنية أن “تطور المقاومة الذي شهده العالم على كل المستويات في البر والبحر والجو، هو نتاج عمل جاد عبر السنين الطويلة من الجهد والإعداد والاستعداد.. ولم تستعد المقاومة فقط لمعركة في غزة ولكنها أعدت لمعركة التحرير الشامل لفلسطين والقدس والمسجد الأقصى”.
وتابع بقوله إنه “خلال الثمانية أعوام الماضية كانت غزة المحاصرة والملاحقة والتي تعرضت لثلاثة حروب حاضنة للمقاومة، ودليل ذلك ما رآه شعبنا وما شاهده العالم من أداء كل فصائل المقاومة وكتائبها خلال المعركة الأخيرة”.
وأضاف أن حكم حركة “حماس″ للقطاع (بين يونيو، حزيران 2007 والشهر نفسه من العام الجاري) لم يشغلها عن احتضان قوى المقاومة بل شرعت سلاحها وأعطتها المديات اللوجستية والإستراتيجية ووفرت لها الأمن من خلال ملاحقة العملاء والمتخابرين مع إسرائيل”.
ومضى هنية قائلا إن “صمود الشعب الفلسطيني في غزة كان السبب في ثبات المقاومة وانتصارها في معركتها مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه موشيه يعالون قائلا: “أنتم أجبن من أن تواجهوا رجال المقاومة الفلسطينية (…) حي الشجاعية، ورفح، وبيت حانون والمناطق الحدودية لقطاع غزة كسرت يد جيش الاحتلال الصهيوني ومرغت أنفه في التراب”.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة “انتصار”، وأنها “حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل”، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية.
وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار للقطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة.
وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب إسرائيلية أسفرت عن مقتل 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.
في المقابل، قتل في هذه الحرب 65 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا “سوروكا” و”برزلاي” الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.
ومنذ أن فازت حركة “حماس″، التي تعتبرها إسرائيل “منظمة إرهابية”، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي “حماس″ عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.