بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
ما يجرى اليوم فى العالم من توقيف الرحلات و إغلاق المعابر،و يطبق فى بلادنا بحزم،هو عين الحكمة و الوقاية و الاحتراز.
و لعل حرصنا على الاحتراز و الالتزام، بحظر التجول و التباعد، و المكث فى البيوت، قدر المستطاع،من أنجع السبل ،بإذن الله،للسلامة من تفشى هذا الفيروس، القاتل الخطير.
و إذا كانت الدولة لا تملك قدرات صحية استيعابية معتبرة، و لا وسائل ذات بال،فالأجدر الوقاية و تطبيق و تشديد إغلاق المعابر،خصوصا أن الفيروس، خارجي المصدر،و من أفضل السبل إحكام إغلاق الأبواب فى وجهه،و تلك كانت الخطة النبوية، مع وباء آخر ،هو الطاعون،فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم،بأن من وقع عليه فى أرض، فلا يخرج منها،و لا يسافر إلى أرض فيها.
فلا مجال لاستقبال موريتانيين بعد الإغلاق،فمن باب أحرى غيرهم،و لا مجال للخروج من الوطن،و بهذا يحاصر الوباء و يختنق و يختفى نهائيا،بإذن الله،خصوصا أن الظاهر منه فى بلدنا، قليل محدود،لله الحمد و المنة.
و لننتبه إلى أن حالات التسلل لجغرافية الوطن،تعنى زيادة إحتمالية الإصابة بالفيروس،لأن كل الحزام المحيط بنا مصاب ،و بقاء الحال محليا، على هذا الوضع و تحسنه،يعنى بإذن الله،التوجه عمليا لشاطئ الأمان و السلامة من هذا الوباء.
إذن فلنتعاون، من أجل طرد الخطر و إغلاق الطريق تماما فى وجهه،إن شاء الله،و ما ذلك على الله بعزيز،و إليه الملجأ و عليه المتكل.
لكن مع هذا لزم تسريع إجراءات دعم الشرائح الفقيرة،حتى لا يتأثر جزء واسع من هذا المجتمع،بسبب الظروف الصحية و الإجراءات الاستثنائية،كما ينبغى على الجهات المعنية التفكير فى الأمن الغذائي، حتى لا يتأثر بلدنا و ساكنته، على وقع هذا الإغلاق الاضطراري،فليس الحاضر وحده هو الشغل الوحيد،و إنما مستقبل الأشهر المنظورة،بإذن الله،جدير بالاستعداد و الحساب الدقيق.
و قد لا يعنى هاذا التقييم، أن تطبيق إجراء حظر التجول مثلا،كان نموذجيا،بل قد شابته أحيانا، خشوبة بالغة فى أسلوب تنفيذه،خدشت بحق كرامة الانسان،ضربا و اعتداءا أحيانا، على شباب أو مسن خرف،قد لا يتعمد ما يقدم عليه،لكن عموما حظر التجول هذا، جد ضروري،و الوقاية دائما، ستبقى خير من العلاج.
و فى وجه إعلامي تحفيزي،و إن من أجل المصلحة ربما،لا صحة لقول البعض، إن الرئيس جالس متراخ فى مؤخرة الركب،ذلك خلاف الواقع الملموس، و ما أطلق من قرارات و أوامر و خطط جوهرية مفيدة،و إن كان بعضها،قيد التهيئة لإنفاذه عمليا،بإذن الله.
و باختصار مازال الوقت مبكرا ،لمراجعة الإجراءات الاحترازية الوقائية،لأن مدى وجود الكورونا عندنا،مازال مجهولا،و الاحتياط و الحزم يقتضى تمديد العمل، بتلك الإجراءات،أما المتعلق منها بالحدود ،فربما يتطلب شهورا ،و الله خير حفظا.