مباشرة بعد عودة الانقلابي الثري ،محمد ولد عبد العزيز،و من بعده لاحقا عودة المافيوي،الموصوم بالاستغلال الواسع للنفوذ و تبييض الأموال،"ول ما يقر فيه الخير"،علاقته مع معاوية نموذجا.
أقول ما وطئت قدما هاذين الإثنين، أرض موريتانيا،حتى اشتعل فتيل الصراع من جديد.
فى البداية حاول ولد عبد العزيز الانقلاب الحزبي و الفعلي، على الرئيس المنتخب،محمد ولد الشيخ الغزوانى،مهما كانت جدلية انتخابه،على رأي البعض.
أجل حاول عزيز تحويل حكم ولد غزوانى، إلى حكم صوري،عبر قصة الحزب الحاكم المتجاوزة، بعد تلك الأيام المضطربة،المائجة الهائجة!،و ما لبث فى خضم اتصالات مشبوهة،أن أوشك على التورط فى محاولة انقلابية حمقاء،ليلة الاحتفال بذكرى الاستقلال ،28/11/2019.
و تجاوز حكم الرئيس الحالي الاختبارين،على مستوى الحزب و على مستوى كتيبة "بازب"،ثم ما لبثنا أن جاء "الكورونا" و لجنة التحقيق البرلمانية و ولد بوعماتو،و توفي بعض الصالحين و المنفقين الكبار،رحمهم الله،و اضطربت بعض موازين موريتانيا بامتياز.
فولد بوعماتو ليس شخصا عاديا بالمرة،و لا يقبل الهامش،فدفع ربما، بابن عمه ولد غده، للشهادة المثيرة،أمام تلك اللجنة البرلمانية،المكلفة بالتحقيق، فى بعض ملفات العشرية المثيرة!.
إذن خرج ولد عبد العزيز نسبيا من المشهد ،و فى المقابل،دخل ولد بوعماتو، بحذر و تجربة أكبر،"كل محنة اتزيد إعقل"،كما فى الحكمة الحسانية البليغة.
و بدأ مخطط ولد بوعماتو بالخطة "ألف"، العميقة بامتياز،لمحاولة توريط عزيز أكثر،عبر تحريض فريقه السابق، على الشهادة عليه،رغم أن عزيز متورط أصلا،و فى الوحل الغائر.
و بدأ المشوار بمولاي،و ما أدريك ما مولاي،الوزير الأول الأسبق،و تنادى "الكتبة" من كل فج عميق،لصب الزيت على النار و استثمار المشهد العاصف القلق الغامض،دون وعي منهم للحساب لمصير دولة برمتها،قد تتحول و تتمحض فجأة، دولة مافيا ،محاولة تبادل الأدوار طوعا أو كرها!.
ترى هل يتمكن الرئيس محمد ولد غزوانى، من ضرب رؤوس المافيا، بعضهم ببعض،ليخرج الوطن من هذا المنعطف "المافوي" البين،و بأقل الخسائر،بعون الله و فضله؟!.
أم أن الجميع، لا قدر الله، تحت ضغط هذا الصراع "السيزيفي"، سيفشل و ينتصر الشعب، فى أول اختبار انتخابي برلماني أو رئاسي،و لو بعد حين،على خطى النموذج التونسي الافت،"النهضة ثم قيس اسعيد"،بعيدا عن أغلب الاعبين التقليديين ،من بقايا نظام بورقيبه و "خلفه بن على هرب"،و بقي الشعب التونسي و محاولات التحقيق و الإصلاح الوئيد الجاد،مهما كان ذلك صعبا و متدرجا.
محاولات الالتفاف على تحقيق البرلمان و أمل الشعب الموريتاني فى الإصلاح يوما ما، مستعصية،و إن لم تكن مستحيلة ،و ولد الغزوانى لديه أدوارا ليلعبها، للإسهام فى مسار التحقيق و الإصلاح،مهما كانت المصاعب التى ستواجهه،أي الرئيس الحالي،محمد ولد الشيخ الغزوانى،لكن بشرط عدم الارتهان لتلك المافيا،التى يعرفها جيدا،و خصوصا الانقلابي المتمرس الشره، عزيز، و بوعماتو المافوي المغرور ،ساحر النظامين،النظام الطائعي و نظام الرجل المسالم الضعيف،سيد ولد الشيخ عبد الله.
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى و نظامه، أمام تحدى الكورونا و لجنة التحقيقات البرلمانية و الاختيار المر، بين نموذجين متصارعين،مشابهين، لفرعون و قارون،فى بعض الملامح!.
أرقيك يا رئيسنا:"أقبل و لا تخف إنك من الآمنين" و أقول لك أنت و مدير ديوانك المثابر ،ما قال الله جل شأنه ،لموسى و أخيه هارون، عليهما السلام،تثبيتا و تطمينا و تشجيعا:"لا تخافا إننى معكما أسمع و أرى".
فعليكما و حكومتكم، اختيار المصلحة العليا للشعب الموريتاني و ابتغاء الإصلاح ، و لو كان تدريجيا،طريقا و منهجا و مصعدا، للوصول لرضوان الله وحده،مهما غضب الانتهازيون، من أي فريق أو مشرب أو لون.