أبي عريف .. ويكره العقيد وعلاء الدين / عبد الله الراعي

اثنين, 2014-09-01 16:25

كان يمشي منذ عقود من الزمن، وحذائه المترف ينزف دماً،  وتعلق بكعبه أشلاء إخوة قضى عليهم بالركل والدهس .. وجسده المرتخي يغرق في بحر من دموع الأيتام والأرامل .. 

جلس العقيد ومسح حذاءه المترف،  وفر بذاكرته نحو زمنه الأسود وصاح بصوت مبحوح .. ياعلاء الدين .. ياعلاء الدين .. ياعلاء الدين .

لقد ذكرني حوار العقيد في اذاعة نواكشوط الحرة بقصة الرئيس الامريكي بيل كلينتون حين واجه تقرير المدعي العام المستقل " كينث ستار " حيث تم  التعامل مع هذا التقرير في وسائل الاعلام الامركية  في مجمله على أنه قصة علاقة جنسية بين رجل وامرأة ، بينما كان يتم إقفال عناصر أخرى مثيرة جعلت من التقرير قصة العالم الأولى في تلك الفترة .

وبشيئ من التشابه يتعامل الإعلام الموريتاني مع بيانات العقيد وصراخه، دون أن يبحث في تفاصيل القصة وأسباب هرولة العقيدة بهذه السرعة، التى لاتتناسب مع عمره وماضيه المثقل بالملفات الساخنة .

وقد وُفقت إذاعة نواكشوط الحرة في أن تكسر رتابة تعامل الإعلام مع قصة العقيد المثيرة ، ووضعت أمامه العديد من الملفات كانت سمةُ العقيد: الهروب منها بشكل مكشوف وفاضح.

لم يستطع  صاحب البيانات المتسارعة، أن يجيب على أي سؤال من الأسئلة التى وجهت له بشكل مقنع يتناسب مع حجم السرعة التى يسير بها في طريقه المشبوه وقصته الحميمة مع رفاقه في منظمة علاء الدين .

خلاصة الحوار 

لقد بدا الرئيس السابق،  مرتبكا وهو يحاول الإجابة على أسئلة محاوره ، والأسوأ من ذلك تلك الشعارات العمياء التى حاول ان يتخذ منها أساسا يتحرك تحت رايته وهو بعيد كل من البعد عن الواقع .

تحدث العقيد عن السياسية والأغلبية والمعارضة وشخص رئيس الجمهورية، وصب له من العيب والتجريح والقدح ما يعجز الحطيئة عن نظمه وسبكه، وفي حديثه عن علاقته باليهود والمافيا العالمية،  كاد يكسر طاولة الحوار بفعل تشنجه فكان ضربُه للطاولة يسمع بشكل قوي لم يستطع المخرج التغلب عليه ، وكأنه يعترف أمام قاضي تحقيق ، ومن جملة ماقاله إنه عضو في منظمة صهيونية ويدافع عن تهويد القدس وعضو في منظمة عرفات .. يالها من سخرية .

وفي حديثه عن الجيش زاد صراخه وتناثر زبده وهو يرغي ويُكذب ماقاله في حق الجيش الوطني،  ويردد لقد أسأتم فهم ماقلته في بياناتي " انا لم أقل إن الجيش أصبح ميليشيات ومرتزقة في يد النظام والله لم أقلها"، تبا له، لقد أساء لأبي ورفاقه من الجنود وضباط الصف والضباط الذين دفعوا ومازالوا على استعداد لدفع دمائهم رخيصة دفاعا عن  الوطن الغالي 

الصراخ الممل  .

إن السياسة مسألة عصية على الفهم، وحتما فإن مجال السياسة يتطلب كما كبيرا من المؤهلات الذهنية ورجاحة العقل وعمق التفكير، والحال نفسه ينطبق على الرجال العسكريين حيث تلزمهم قيمهم العسكرية بالتقيد بالأخلاق النبيلة حتى في وقت الحروب .

لا أعتقد أن العقيد، أضاف الى بياناته رصيدا جديدا على المستوى الوطني، لكنه قد يكون وفق في الدفاع عن رفاقه في نادي"الهولوكوست" وقدمهم على أنهم مجموعة من الخيرين تسعى لترسيخ فكرة حوار الحضارات بين جميع الأديان السماوية وحتى الوثنية