ولد مكت ... الهدوء و التعقل

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
خميس, 2020-06-11 12:31

دخل الحياة في أرض عزة و منعة، و تربى في كنف أعرق بيوتات قومه ، و تلقى تعليما لم يعرف الهنات و لا الكبوات، و عب من معين حضارة مغفر ، و تعلم القرءان و الأدب و الفن ، و تآلف مع الزناد و الجياد ، و رتع مع الخلان بين الغدران و الأودية و الوهاد ، و ارتوت نفسه بما يحسن بالفتى المغفري في زمانه أن يتقنه .
على طاولات المدرسة ارتسم لنفسه طريقا إلى هدف رسمه منذ البداية ، و هو أن يخدم وطنه في أهم قطاع من قطاعته و هو الجيش ، حامي الحوزة الترابية و الوحدة الوطنية ، و لم تثنه حرب الصحراء عن دخول القطاع و حمل القبعة، و الولوج إلى عالم تحمل المسؤولية و أعباء الوطن.
أنشأ سيرة ذاتية مكتنزة بالحضور المؤثر و الهدوء اللافت ، و كارزما القائد الذي يستمع كثيرا ، و يفكر كثيرا، و لا يتحدث إلا قليلا ، و لم يعرف الانفعال و لا الانتصار لنفسه على حساب وطنه .
كان حاضرا في كل التحولات ، لكن ثوابته و ترفعه عن المطامع جعلاه يكتفي بالأدوار التي تحتاج الثقة و تبتعد عن الأضواء، و كان دوره في السياسة في ولايته قويا ، لكنه نشاط تخاله بالتحكم عن بعد ، و بقدر كبير من المسؤولية و الاحترام.
رفض لولد عبد العزيز المأمورية الثالثة، و سخر منها ، فأراد أن يسلط عليه ابنه المدلل في الولاية، لكنه صمد في العاصفة دون تهور ، و فرض حضوره بأقل جهد ، و بطريقة جد مسؤولة ، تشف عن بعد النظر و سعة باع ، و دون خلق عداوات مع المجتمعات و لا السياسيين ، فقد كان انتماؤه للوطن، دون تلوين أو تصنيف.
اليوم ، و عندما أخذت الأمور مسارات طبيعية، تربع الجنرال على الموقع الذي يستحقه ، و أخذ الثقة التي هو أهل لها ، و مما يريح الخصوم أنه ليس صاحب ثارات و لا تصفية حسابات ، و إنما قائد يهتم لإضافة الأفكار و تصحيح الاختلالات ، و يصفح عند التمكن ..
عشرية الولاية كانت حقبة لتمحيص الرجال ، و تمييز المتميزين، و معرفة من يعمل لوطن و مبدأ بكرامة و تعقل ، و من تستغرقه اللحظة فيخدم السيد على حساب الوطن و الأمة، و حساب أخلاقه و قيمه ، و لعل الجنرال محمد ولد مكت كان أهم الوجوه التي خرجت منها أكثر وضاءة و نقاء ..

حدأمين عبد الله