بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
لماذا نكرر دائما أخطاء الماضى ؟!.
لقد انعقدت هذه القمة، أمس الثلثاء، 30/6/2020،بالنسبة لبلادنا و الدول المعنية افريقيا بالجلسة المثيرة،فأقتصر الدور الفرنسي على الحضور بثوب السيادة البغيض القديم الجديد،بينما كانت اسبانيا الفقيرة ،المصابة فى العمق بسبب "الكورونا"،أكثر انسانية،و أقل ارتهانا منا،حيث تكلم حاكمها و ممثلها بلغة أمهته، التى انتخبته،بينما تكلم ممثلوا العبيد و الأرقاء السابقين و الحاليين، بلغة مستلبهم حضاريا ،الذى قتل أبناءهم و اغتصب نساءهم و سلب أموالهم،إنها قمة خزي و عار، فى جانب، لأنها ذكرتنا بالماضى الأليم و الحاضر الممثل، بأمانة و ضعف و فشل، لذلك الماضى المأساوي،و بدل أن يسود الخطاب المتوازن المنصف، لكل الأطراف المعنية، و خصوصا أصحاب الأرض و القضية و الإشكال،تحدثنا بلغتهم أمامهم و عبرنا أمامهم عن فرحنا و ارتياحنا، لقتلهم لأبنائنا على أرضنا، و بسواعد أبنائهم و فعل أسلحتهم الفتاكة!.
ماذا تغير إذن، من ملامح عن ملامح و معطيات و نتائج العلاقة بين العبد الإفريقي و سيده الغربي النصراني المتصهين،و الفرنسي الجنسية، بوجه خاص؟!.
كان الأجدر بنا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون،فأمريكا اليوم فى أفغانستان تحاور "طالبان" و مستعدة للكثير، لتأمين مصالحها المهددة،تحت ضغط ثورية و صلابة تلك الحركة الشعبية الإسلامية،مهما اختلفنا معها فى بعض الأوجه و النقاط القليلة و الكثيرة؟!،و الإرهاب بغيض،لكنه صنيعة الغرب المتصهين نتيجة لاستهداف الهوية و هتك العرض و سلب الأرض و سرقة خيراتها و التخطيط المستمر لنفس المنحى،من الهيمنة الحضارية و الثقافية و اللغوية و الأمنية و الاقتصادية و غيرها،و رغم ايماننا بحكمة قائدنا،محمد ولد الشيخ الغزوانى، و بعد نظره و "تفهمه لنا و لهم"،محل الإكراه و الرفض الصارم و الجدل المشروع،و رغم ضرورة التوجه بصبر و تعقل و حذر لمنهجية "نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"،إلا أن القمة كانت غير متكافئة، و لم تخرج عن السياق القديم الجديد،و بصراحة أدعو للحوار مع "قاعدة المغرب العربي و غيرها" و اعتماد مقاربة الحوار و التنمية فى مواجهة الإرهاب الأعمى،بدل مواجهة أبناء جلدتنا و الارتهان للغرب المتصهين،الذى عينه على الغاز و سياسة "الحرب الخلاقة"!.