المتابع للقاء رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي محمد ولد الطالب أعمر مع قناة الموريتانية في برنامج "الطرح السياسي"، والذي أداره باقتدار ومهنية أخي أحمدو ولد بداها، يخرج بملاحظات عديدة أهمها:
اختيار رئيس الحزب أن يكون الحديث عن اللجنة البرلمانية للتحقيق في فساد العشرية مدخلا لمقابلته له وجاهته، خاصة أن حديث الرأي العام اليوم واهتمامه منصب حول اللجنة ومتعطش لمعرفة مخرجات تحقيقها والمسارات التي ستسلكها مستقبلا.
عبر ولد الطالب أعمر عن دعم حزبه لعمل اللجنة البرلمانية واصفا إياها بأنها خطوة مهمة لتكريس الحوكمة الرشيدة حسب وصفه، و إعطاء البرلمان دوره الرقابي دون تدخل أو توجيه.
وحول ردوده عن إمكانية تأثير عمل اللجنة على تماسك ووحدة الحزب في ظل وجود قيادات كبيرة في المكتب التنفيذي مشمولة بالتحقيق في قضايا فساد من طرف اللجنة كانت أجوبة الرئيس شبه متنصلة او بريئة من أي مسؤولية نحوهم مع تركيزه على قوة الحزب وانتشاره ونفي أي احتمال لتضرره من القرارات المستقبلية للجنة البرلمانية.
تحدث ولد الطالب أعمر كثيرا عن الرئيس محمد ولد الغزواني كمرجعية وحيدة للحزب. وربما أراد من هذا الحديث التأكيد على أن النسخة الجديدة للحزب بعيدة كل البعد عن الحزب سابقا في عهد عشرية ولد عبد العزيز ولعل تحفظه على وصف الحزب بحزب المليون منتسب تؤكد ذلك.
الواضح من خلال كلام الرئيس ولد الطالب أعمر أن الحزب ليس له برنامج ثابت خاص به، وربما يد تكون الفترة القصيرة التي قضاها على الحزب، لم تمنحه الوقت ما يجعله على اطلاع تام ببعض الملفات من حيث التشخيص و الحلول. كالملفات ذات الاهتمام الواسع من قبل بعض المراقبين والفئات الشعبية التي تتطلع لسماع حلول واضحة لمشاكلها خاصة في مجال تشغيل وإشراك الشباب وفي مجال المرأة وتمكينها، وكذا المشكل الاجتماعي خاصة العبودية و مخلفات الرق
فقد كان كثير الإحالة إلى عمل الحكومة و بعض المؤسسات كالمجلس الأعلى للشباب و وكالة تشغيل الشباب على سبيل المثال لا الحصر.
لكن هذه المؤسسات حسب رأي الكثير من المراقبين لم تستطع القيام بالدور المنوط بها لأسباب عديدة يضيق المقام عن ذكرها..
وهو ما جعل البعض يتطلع أن يكشف ولد الطالب أعمر تصورا مستقلا بحزبه يعالج الاختلالات السابقة، ويؤسس لمرحلة أكثر جدية وفاعلية لتلك المؤسسات وغيرها من المشاريع التي تمس الحياة اليومية للمواطنين.
لكنه أثلج صدور متابعيه في ختام مقابلته التي بشر فيها بغد مزدهر مع الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني .
غد وصفه بالمنفتح على الطيف السياسي والمؤسس لمرحلة جديدة من التعاطي مع هموم وتطلعات الشعب، ومختلف كليا عن الماضي في التسيير وتكريس الحكامة الرشيدة.
كانت المقابلة في المجمل متوسطة إلى جيدة وهو أمر طبيعي حسب رأيي انطلاقا من كون الرجل جديد على الممارسة السياسية خاصة قيادة حزب كبير كحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فقد كان تكنوقراطيا أكثر من كونه سياسيا.
بقلم : موسى ولد إسلمو