أزمتنا أزمة أخلاقية بإمتياز

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
خميس, 2020-07-23 14:56

بقلم: محمد السالك ولد ناجم

 

في إطار الجدل الدائر حول إستدعاء رئیس سابق للمثول أمام لجنة برلمانیة تحقق في جرائم فساد في عھده - وعھده قطعا كان من أكثر الفترات فسادا ومحسوبیة- اثیرت اشكالات قانونیة لم تكن البتة في محلھا. فمنطق الاشیاء یقول بضرورة المحاسبة، بغض النظر عن المركز القانوني للشخص. لكن المشكلة لن یتم حلھا فقط بمحاسبة ھذا السید وبعض من معاونیھ؛ فالمشكلة أعمق وأكثر تعقیدا ، نحن مجتمع فاسد بكل المعاییر. فنحن شعب یمجد السرقة ویحتفي بالكذب ولا یحاسب الفاسد. نحن البیئةالمثلي للفساد و الحاضنة الدافئة لمن یتبجحون و تتباھون بالفساد حتي ان كل قیم الصدق والوفاء والأمانة ضاعت من مجتمعنا و اصبح الأشخاص الأمناء یعدون علي أصابع الید والصادقون أقل!،

طبعا كلنا نصلي ونصوم والقلیلون یخرجون الزكاة للأقارب ، لكنھا كلھا مظاھر لمجاراة المجتمع. الأغلبیة لھم علاقات خارج الزواج ولھم أبناء لا یعتنون بھم وعمال لا یدفعون رواتبھم ودیون لا یسددونھا رغم مقدرتھم علي دفعھا .

ووصل بنا الكذب والإحتیال حتي أننا صرنا نصدره للخارج إلي الخلیج (رقیا شرعیة ، زواج مسیار ، سحر ودجل وأحلام حسب الطلب). كما لم یفتنا تصدیره لأوروبا وأمریكا فاصبحنا المثل في الإحتیال علي بطاقات الإتئمان وعلي قوانین الھجرة والضرائب. وإستوردنا من الصین والھند الأدویة والأغذیة المزورة لنقتل بعض أھلینا.

مشكلتنا لیست في فساد زید أوعمرو. !! الفساد منتشر في كل الجمھوریة وللأسف ھو فساد مدعوم من المنظومة المجتمعیة :فالسارق زعیم ووجیھ و یتصدر واجھة اھل الحل و العقد فینا. كم جاملنا من سارق للمال العام ؟ وكم جاملنا من شخص رمي طلیقته وأولاده في الشارع ؟ وكم جاملنا من شخص یكذب بأحلام في الفضائیات ینافق لھذا ولذاك ؟ وكم جاملنا من قتلة إخوتنا الزنوج؟ وكم

جاملنا من المستعبدین ؟

كفانا إحتراما یضرنا أكثر مما ینفعنا ، لكي نتقدم كأمة، یجب علینا مسح الطاولة!

سیكون مسح الطاولة عملا صعبا ومؤلما لكن بدونھ لن نتقدم. فمجموعة من قطاع طرق بلا أخلاق ولا صدق ولا أمانة ولا عھد ولا أمان لا تستطیع أن تبني دولة. الدول تبني بالاخلاق و المثل الفاضلة و احترام القانون. انھا، قبل ھذا وذاك، تبني بالعمل الجاد و بالبنان الصادق بروح المصلحة الجماعیة و احترام مباديء المساواة و العدل و العیش الكریم للجمیع في مجتمع افراده متساوون كاسنان المشط، لا فضل و لا منة لاحد علي الاخر الا بالعمل!!!