سوق المغرب هذا الصباح تختلف عنها في الأسابيع الماضية، ندرة حادة في الخضروات، وقلق شديد ينتاب تجارة الخضار. فاطمة بائعة خضار، لادراية لها بتقلبات السوق، كل همها أن تبيع، لكنها اليوم ونتيجة الأزمة، أصبحت تحفظ إسم الكركارات ، ومصادر البضاعة التي ظلت منذ فترة طويلة تشتريها وتبيعها، باعتبارها مصدر رزقها الوحيد.
تتسع الأزمة يوما بعد آخر، دون أن تلوح لهذه البائعة بادرة أمل في الأفق لوضع حد لمعاناتها.. لا تنفك هذه البائعة عن إمطارنا بالسؤال، وكأننا نملك الحل السحري لمشكلة معقدة، يختلط فيها الاقتصاد بالسياسة، وتتحكم فيها توازنات إقليمية، أول ضحاياها سكان المنطقة.
كلما يدركه هؤلاء أن أزمة الخضروات في السوق الموريتاني تزداد نتيجة منع الشاحنات المغربية من العبور بسبب قرار مليشيات بوليزاريو، حسب أصحاب الشاحنات.
سوق الخُضار في العاصمة نواكشوط يشهد هجرانا كبيرا للمتسوقين بسبب ندرة بعض الخضار الأساسية وغلاء الموجود منها.
في زيارتنا للسوق لاستطلاع رأي التجار والمتسوقين حول أزمة غلاء أسعار بعض الخضروات خاصة الطماطم والجزر.
محاولات للحل دون جدوى
تتباين الآراء حول الأسباب، إلا انه يوجد اتفاقا شبه تام حول ارتفاع الأسعار، رغم أن بعض التجار الجزائريين زودوا السوق الوطنية ببعض الشاحانات المحملة بالطماطم، إلا أن أسعارها غالية حسب أحد التجار حيث يصل سعر الكلغ في الجملة 1800 أوقية قديمة.
محاولات أخرى قام بها بعض التجار بإدخال شحنات من الجارة السنغال ورغم أنها أخفض سعرا من تلك القادمة من الجزائر، إلا أنها غير محببة لصغر حجم حبة الطماطم و رداءة جودتها حسب إحدى المتسوقات.
لا يجد الزائر للسوق أي صعوبة في ملاحظة ما يعانيه من ضعف في إقبال المتسوقين و خلو مخازنه من الخضار خاصة الطماطم والجزر.
كما لا يجد صعوبة في اكتشاف ما تعانيه العمالة اليدوية و صغار الباعة من فراغ وشبه بطالة بسب الأزمة التي ضربت السوق.
عندما سألنا عن مساهمة المزارع الموريتاني كان الجواب صادما حيث لا وجود لأي دور لمزارع موريتانيا في تعذية سوق الخضار.
إنه من العيب أن يكون إخوتنا من التجار السينغاليين يفخرون علينا بإدخال بضاعتهم ونحن لا يمكننا أن نزود سوقنا ب ( اصبع من كروت) يقول أحد الباعة في رده على سؤالنا.
أما عن ما يشاع من قيام بعض التجار المغاربة والموريتانيين بإرسال شحنات عبر البحر لتزويد السوق، أجمع من التقيناهم أنه رغم أهمية الخطوة إلا أنها لا يمكن أن توفر ثلث حاجة السوق لأن الطلب كبير، خاصة من الولايات الداخلية
الحل حسب رواد السوق هو البحث عن آلية لفتح الحدود البرية في أسرع وقت ممكن، فلا الجو أو البحر يكفيان لسد ما كانت الشاحنات تزود به السوق يوميا.