كشفت صحيفة هيسبريس عن لقاء رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مع زعماء الأحزاب السياسية المغربية، وهو اللقاء الذي شرح فيه تفاصيل العملية التي يقوم بها الجيش بأمر من الملك محمد السادس، بعد ما أسمته "الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات "البوليساريو" في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، التي قرر على إثرها المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له".
اللقاء، حسب الصحيفة، حضره مستشار الملك فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وقد كشف أن "تدخل الجيش المغربي اتسم بالاحترافية والدقة، وأدى إلى انسحاب عناصر الانفصاليين المدنيين والعسكريين، وإزالة الخيم دون أي حادث يذكر، حسب إفادة محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي حضر اللقاء، في اتصال مع هسبريس.
المعطيات التي تم بسطها في اللقاء أبرزت، حسب الأمين العام لحزب "الكتاب"، أن "عملية الجيش المغربي شهدت إطلاق نار بشكل عشوائي دون أن يكون موجها نحو الأشخاص"، مؤكدا أن "المغرب استرجع السيطرة المطلقة على حدوده وأرجع الأمور إلى نصابها".
وأضاف بنعبد الله أن اللقاء جاء على خلفية العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية عقب الاستفزازات المتتالية التي قامت بها البوليساريو منذ سنة 2016، بهدف فرض الأمر الواقع، وفصل المغرب عن حدوده الترابية في علاقته بموريتانيا، عبر منع حركة السير.
وبعدما أعلن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية دعم حزبه، على غرار القوى السياسية المغربية، للقوات المسلحة الملكية، شدد على أن اللقاء كشف أن "الجيش المغربي تدخل في احترام تام للشرعية الدولية ووحدة ترابه"، مشيرا إلى أنه "جسد أقصى المهنية والنجاعة".
وكان العثماني قد كتب على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، قائلا: "سأعقد بعد قليل اجتماعا مع زعماء الأحزاب السياسية الوطنية لوضعهم في صورة العملية التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية في منطقة الكركرات"، وهي العملية التي جاءت بعد أن التزم المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، و"لم يكن أمامه خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري"، حسب وزارة الخارجية المغربية في بلاغ لها توصلت هسبريس بنسخة منه.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة الملكية قامت، ليلة الخميس-الجمعة، بوضع حزام أمني من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات.
وأوضح بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن "هذا القرار جاء إثر الحصار الذي قام به نحو ستين شخصا تحت إشراف عناصر مسلحة من البوليساريو بمحور الطريق الذي يقطع المنطقة العازلة بالكركرات، ويربط المملكة المغربية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتحريم حق المرور".
وأكد بلاغ الجيش المغربي أن "هذه العملية غير الهجومية وبدون أي نية قتالية، تتم حسب قواعد الالتزام الواضحة التي تقتضي تجنب أي اتصال بالأشخاص المدنيين واللجوء إلى استعمال الأسلحة فقط في حالة الدفاع عن النفس".