استوقفني اليوم خلال تصفحي الاعتيادي لوسائل التواصل الإجتماعي بيان ركيك معنى ومبنى موقع باسم مجموعة تطلق على نفسها "الحراك الوطني لمناصرة المظلومين!"، تتباكى فيه على حقبة الرئيس السابق وتشيد بمواقفه اتجاه محاربة الفساد وإنصاف الفقراء والمهمشين.
المفارقة أن هذه الثنائية هي -التي ركزت عليها هذه المجموعة المجهرية التي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة- وهي آخر ما يمكن أن يذكر من إنجازات الرئيس السابق.
لقد أصبح كل الموريتانيين اليوم يجمعون على أن الرئيس السابق أمضى كل وقته في بناء ثروته الشخصية، بدل ممارسة الحكم وأنه تمكن من وضع يديه على الاقتصاد الموريتاني بدء باستغلال المصادر الطبيعية، مرورا بالمصارف وانتهاء بالصيد ومشاريع البنى التحتية.
كما قام بإنشاء شركاته العمومية في جميع القطاعات والهيمنة على الفاعلين المنافسين وتدجين العدالة واستخدام للبنك المركزي كمدخل لتجميع ثروته وتحويلها لعملة صعبة.
أما عن الفقراء والمهمشين فلا يمكن أن ينتظر بحال من الأحوال لمن هذه صفاته أن ينصفهم أو يحسن من أوضاعهم، وهو الذي قام عن سبق إصرار وترصد بالقضاء على التعليم العمومي والذي هو السبيل الوحيد لتغيير أحوالهم، وفي عهده بلغ الاحتقان الاجتماعي الذروة بفعل تغذيته المستمرة له بسياساته ومواقفه الغير متوازنة.
لقد كسب الرئيس السابق خلال سنواته الأولى في الحكم شعبية واسعة، من خلال الشعارات التي دخل بها المشهد السياسي، لكنها سرعان ما انهارت فقائد الحرب على الفساد متهم بممارسة أبشع أنواع الفساد والإثراء على حساب الشعب، ورئيس الفقراء يغادر وقد زادت نسبة الفقر والبطالة، وعانى المواطنون من شح الموارد وغلاء الأسعار.
من فضلكم احترموا عقولنا قليلا...
محمد ولد محمد الأمين