ما غاب طيفك عنا والمدى قلقُ**
نحتاجك الآن؛ كي يزهو لنا الأفق
نحتاجك الآن؛ كي تنجو مراكبنا**
من لجَّة البحر حيث التيه والغرقُ
عام مضى ودموع العين ما نَشَفَتْ**
تبكي عليك، وهذا القلب يمَّزقُ
قد كنت تتلو علينا ماتيسر من**
آي الجراح، ومن للحُلم قد سرقوا
فكان شعرك مرآة لواقعنا**
وكان شعرك مرآة لمن سبقوا
تمضي إلى ملكوت الله زنبقةً**
من النَّقَاء عليها يزهر الحبقُ
نُبْلُ النَّخيل الذي لا ينحني أبدا**
للعاصفات؛ وطهر زانه خلقُ
"بدأت مسراك من شنقيط" قافلةً**
من الضِّياء، توارى خلفها الغسقُ
نثرت شعرك أنفاسًا معطرةً**
بدار "زايد" والأقوامُ تستبقوا
فكنت فارسهم في كل معتركٍ**
وكنت أفصحهم بالضَّاد إن نطقوا
وحين ضجَّت بلاد العرب متعبةً**
من الطغاة وعم الظلم والفرقُ
كانت قصائدك الثكلى مجلجلةً**
ولم تُهادِن لمن خانوا ومن فسقوا
يرفُّ قلبك إن ناحت مطوقةٌ**
فكيف يسلم والأوطان تحترق؟
صنعاء..ظلم ذوي القربى يزلزلها**
وياسمين دمشق مابه عبقُ
والقدس..تشكو وقد بحَّت مآذنها**
ودوحة..المجد با لأسوار تختنقُ
نحتاجُ هُدهُد إشراقٍ يضيء لنا**
من عتمة الليل ما ضاقت به الطرقُ
مازال شعرك موالا نردده**
كأنه بشغاف الروح يلتصقُ
أنَّست بطنَ الثرى أوحشتَ ظاهره**
والجفن بعدك قد أَزرى به الأرقُ
والطَّيبون تعافُ الأرض صُحبتهم**
لأنهم لذرى العلياء قد خلقوا
-----------------
الشاعر والكاتب الصحفي:
محمد/سيدناعمر