لقد لَفَتَ نظري أنّ رئيس ما يسمّى ب"افْلَامْ"، يُكرِّر باستمرار هذه العِبارة- بمناسبة وبدون مناسَبة- عند حديثه عن العرب في موريتانيا(وهم: الْبِظَانْ، بأبيضهِم وأسْمَرِهم وأسودِهم...). وفي مناظرة، بَثتها قناة "الوطنية" الفضائية(في الأسبوع الأول من شهر أغسطس 2014م)، قال إنّ "النّْمَادِي" هم العرب البرابرة في موريتانيا، فهل يقصد أنّ: "البظان" لا وجودَ لهم، وإنما الموجود هم "النمادي"؟!. أم يريد أن يقول إنّ "النمادي"، الموجود بعضهم في الشرق الموريتانيّ، هم "البظان"، أي العرب البرابرة، وما يوجد بالعاصمة وسائر المدن الموريتانية، شيء آخر(لا هو"بظان" ولا هو"انمادي")؟! ثُمَّ إنّه، عندما يتكلم عن سكان موريتانيا، لا يذكر، في أحاديثه ذات النزعة العنصرية الانفصالية، إلّا شَرِيحتَيْنِ: "العرب البرابرة"، و"البُولَارْ". فهل معنى ذلك أنّه لا يعترف بوجود "السّونِيكَ" و"الْوُولَفْ"؟!
نحن نعلم جميعًا أنّ الأرض الموريتانية تتعايش عليها-عبر التاريخ- المكونات الأربع المذكورة، في أمن وأمان وطُمَأنِينة وانسجام، وما يحدث من خلافات- في بعض الأحيان- بين أفراد من هذه المكونات أمر طبيعيّ يحدث بين أفراد الأسرة الواحدة. ومن يريد رفع شعار النعرات العرقية-من أجل تفجير موريتانيا من الداخل- فليفعل ذلك خارج هذه الأرض الطيبة التي ورثناها جميعًا عن آبائنا وأجدادنا.
حَفِظَ الله موريتانيا من كل سوء.