أشار محافظ البنك المركزي الموريتاني سيد أحمد ولد الرايس، إلى أن موريتانيا بدأت بالفعل تخطو نحو إنشاء سوق للأوراق المالية هو الأول من نوعه في البلاد. 

جاء ذلك خلال افتتاح ولد الرايس صباح اليوم الأربعاء لندوة تحت عنوان "دور الأسواق المالية في تنمية الاقتصاد الوطني"، قالل ولد الرايس إنها تعتبر "بداية فعلية لمشروع مهم لمسيرة الاقتصاد في بلادنا"، في إشارة إلى مشروع بورصة نواكشوط. 

وأشار محافظ البنك المركزي الموريتاني إلى أن الهدف من الندوة هو "إعطاء المشاركين فرصة لعرض التجارب وتبادل الآراء حول مختلف مواضيعه الأسواق المالية الأكثر ملائمة لاقتصادياتنا"، معرباً عن أمله في أن تكون "مناسبة للاستفادة من تجارب وخبرات مختلف الدول من أجل الرفع من مساهمة الأسواق المالية في بلداننا، تلكم المساهمة التي تتوقف على وجود أسواق مالية ديناميكية، ذات سيولة عالية ومحفزة على الابتكار مع بقائها متجذرة في الاقتصاد الحقيقي"، على حد تعبيره. 

وأوضح ولد الرايس أن "الأزمة المالية الأخيرة أظهرت مدى خطورة النواقص والثغرات في قوانين الإشراف على الأسواق المالية، وكم هو أخطر تداول أدوات مالية يبتعد تقييمها من المعطيات الأساسية للاقتصاد الحقيقي، الشيء الذي يهدد استقرار النظام المالي وينعكس سلباً على أداء الاقتصاد ككل عبر تجفيف منابع تمويله". 

وفي هذا السياق قال: "إننا في موريتانيا حيث نستعد لإطلاق أول سوق للأوراق المالية، نولي أهمية خاصة للامتثال للمعايير الدولية المناسبة لاقتصادنا من حيث القواعد الاحترازية وأفضل الخيارات لهيكلة وأداء السوق المالية، ونهتم كذلك بتجارب البلدان الأخرى في هذا المجال". 

وأضاف أن "إنشاء سوق للأوراق المالية هو مشروع طموح ويتطلب تنفيذه القيام بالعديد من الإصلاحات والتحسينات في بعض الميادين الاقتصادية والمالية والقانونية، ويتطلب ذلك تضافر جهود مختلف قطاعات الدولة وكذا الفاعلين الاقتصاديين والماليين". 

وقال إن البنك المركزي أعد دراسة لجدوائية مشروع سوق الأوراق المالية في نواكشوط، مشيراً إلى أن الدراسة "مكنت من تحديد جميع ما يلزم القيام به لإنجاح المشروع". 

من جهته أشاد الأمين العام لاتحاد هيئات الأوراق المالية العربية جليل طريف، بالوضع الاقتصادي في موريتانيا وقال إن على موريتانيا أن تبدأ مشروع إنشاء سوق للأوراق المالية وأن لا تضيع الوقت في دراسة الجدوائية "لأن الوقت يمر بسرعة". 

وأضاف في نفس السياق أن هنالك بلداناً بدأت أسواقها المالية بشركتين وتطورت مع مرور الزمن، واستطاعت أن تتغلب على جميع النواقص والثغرات. 

الندوة التي ناقشت إمكانية إنشاء سوق للأوراق المالية في موريتانيا، حضرها وزير الشؤون ا