بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول
فى يوم 29 مايو 1453 ميلادية ،و بعد حصار قسطنطينية 54 يوما و حرب أنفاق تاريخية، مكلفة للطرفين البيزنطي و العثماني، فتحت قسطنطينية عاصمة بيزنطه يومها،و المسماة اليوم اسطنبول،و كان ذلك الفتح التاريخي على يد محمد بن مراد،السلطان العثماني،و الذى عرف اختصارا بمحمد الفاتح،و حسب ما ورد فى حديث فى مسند الإمام أحمد بن حنبل،بشر رسول الله صلى الله عليه و سلم،بفتح القسطنطينية و أثنى على جيشها الفاتح.
لهذه القلعة الإسلامية العريقة توجهت من نواكشوط مسافرا،على متن الخطوط التركية،مساء الإثنين،15/2/2021،مرورا بالعاصمة السنغالية دكار،حيث وصلت بعد عدة ساعات لاسطنبول، صباح الثلثاء 16/2/2021،وسط عاصفة ثلجية أكست المدينة رداءً أبيضا ناصعا،تفاءلت به،مزيدا من النماء و الصحة و الاستقرار للعالم الإسلامي و العالم أجمع،بإذن الله.
و قد عرف الموريتانيون قدما، البلاد التركية،كما عرف الأتراك بلادنا كذلك،لكن منذو سنوات ازداد إقبال الموريتانيين على تركيا، لتحصيل العلم العصري و التجارة و للعلاج كذلك،و يتواجد الموريتانيون أكثر فى اسطنبول،و ليس لهم حتى الآن مكتب جالية منظم،لكن تزايد توافدهم على تركيا، سيفرض عليهم تنظيم أنفسهم و تنسيق علاقاتهم و مصالحهم،بإذن الله.
و قد لوحظ منذو سنوات قليلة، تصاعد استيراد البضاعة التركية لموريتانيا،كما لوحظ تزايد تواجد الأتراك فى موريتانيا و اكتساحهم للتعليم الخاص فى نواكشوط و تواجدهم بصورة معتبرة فى قطاع الصيد البحري و قطاع التنقيب شبه الصناعي و انتشار بضاعتهم و خصوصا الأفرشة و الأدوات المكتبية و المنزلية و غيرها.
تعاون و صلة تتعزز، من حقها الرعاية و التعميق و التأطير،من قبل كلا الطرفين،عسى أن يقطف الجميع ثمارها اليانعة،بإذن الله.
و لعل تشكيل مكتب للجالية الموريتانية فى تركيا،سيسمح بتحديد أهم التحديات التى يعانى منها الموريتانيون فى تركيا،و محاولة البحث لها عن حلول فعالة.
مثل كلفة التسجيل العالية بالنسبة لبعض الاختصاصات،و محدودية فترة التأشيرة و التى لا تتجاوز غالبا 15 يوما مع ضريبة 95 أورو على التأشيرة،بينما يدفع الأجانب فى نواكشوط 65 أورو فحسب!.
و كذلك كلفة العلاج العالية أحيانا،و التى تتطلب اتفاقيات تعاون فى هذا الصدد،بين الجهات الصحية المعنية.
و من وجه آخر، ضرورة البحث لإجراء تسهيلات فى شأن منح وثائق الإقامة.
و من الملاحظ أن استفادة الأتراك من بلدنا أفضل و أكثر من استفادتنا منهم فى بلدهم،حيث يلاحظ تواجدهم بصورة نشطة فى قطاع الصيد و التنقيب و التعليم،بينما وجود و نشاط الموريتانيين فى تركيا،مازال محدود النتيجة و التأطير.
و لعله من الضروري فتح قنصلية لموريتانيا فى اسطنبول،لتفعيل الدور الموريتاني فى تركيا،حيث يتواجد أغلب الزائرين الموريتانيين فى اسطنبول،بينما يقتصر دور السفارة فى انقره على الدور الدبلماسي التقليدي.