من الثمار رخيصة الثمن التي تدخل في صناعة الكثير من الأطباق. لكن هل خطر لك أن البطاطس قد تتسبَّب في حدوث التسمم؟ يُنصح بتجنُّب تناول البطاطس خضراء اللون، وكذلك التبرعمات النابتة على ثمار البطاطس، حيث يعني اللون الأخضر وجود مادة السولانين السامة، التي توجد أيضا في التبرعمات النابتة على جوانب الثمرة وفي الأجزاء خضراء اللون. يمكن أن يُسبِّب تناول هذه المادة الصداع والقيء والإسهال، بل وقد يصل الأمر إلى الشلل إذا استُهلكت بكميات كبيرة.

لتجنُّب هذه الأعراض عليك أن تتفادى شراء البطاطس المحتوية على أجزاء خضراء، واحرص على تخزين البطاطس في مكان بارد ومُظلم. وقبل طهو البطاطس، احرص على غسلها جيدا وفحصها وملاحظة أي بقع خضراء أو تبرعمات، وقشِّر البطاطس بالعُمق الكافي ﻹزالة أي تبرعمات أو أنسجة خضراء موجودة. (3)(4)

هل تساءلت يوما لماذا نحتاج إلى نقع البقول قبل إعدادها؟ تحتوي أنواع عديدة من البقول على نوع من البروتينات السكرية تُعرف بـ "اللكتينات"، توجد بأعلى نسبة في الفاصوليا الحمراء، كما توجد أيضا بنِسَب أقل في أنواع البقول الأخرى. يؤثر اللكتين على الأيض الخلوي، فيُحفِّز الانقسام ويؤثِّر على الأغشية الخلوية، ويؤدي إلى تكتُّل خلايا الدم الحمراء في الثدييات.

ونتيجة لذلك، يمكنك أن تصاب بالتسمم عند تناول الفاصوليا الحمراء النيئة. ولمنع هذا التأثير تحتاج إلى نقع البقول لمدة 12 ساعة ثم غليها لمدة 30 دقيقة على الأقل على درجة حرارة 100 درجة مئوية. العديد من حالات التسمم تنتج عند استخدام إناء الطهي البطيء الذي تصل درجة حرارته بالكاد إلى 75 درجة مئوية، وهي غير كافية للتخلُّص من أثر اللكتين. قد تحدث أعراض التسمم من تناول كمية قليلة جدا (نحو 4 حبّات غير مطهوة) وتتمثَّل الأعراض في الغثيان والقيء والإسهال الشديد.

• ملحوظة: الفاصوليا المُعلَّبة الجاهزة للأكل خضعت بالفعل لهذه المعالجات، لذلك بإمكانك تناولها دون قلق. (5) (6)

على الرغم من فوائد فطر عش الغراب الغذائية، فإن 5% من أنواعه تتميز بالسُّمية، وبينما يسهل تمييز بعض أنواع الفطر السامة من خلال شكلها وألوانها الزاهية، فالبعض الآخر يبدو بريئا ولا يمكن تمييزه عن الفطر العادي. ما لم تكن خبيرا في أنواع عش الغراب فلا تتناول الفطر البري دون تأكد. تشمل أعراض التسمم الناتجة عن تناول فطر عش الغراب الإسهال والقيء والغثيان. (7)

عسل النحل من المواد الغذائية فائقة القيمة، والغنية بالعديد من الفوائد الصحية التي ينصح العديد من خبراء التغذية بتناولها، كما ينصح بعضهم باستخدامه بديلا أكثر أمنا للسكر الأبيض، وقديما شاع استخدامه لتحلية طعام الرضع. لكن هل العسل آمن تماما؟ قد يحتوي العسل غير المُبستر على مادة قلويدات بيروليزيدين، وهي مادة خطرة من الممكن أن تؤدي إلى تليف الكبد والسرطان، وتُستخدم عملية البسترة للتخلُّص من هذه المادة.

بالإضافة إلى ذلك فقد يؤدي تناول العسل للأطفال الرضع الأقل من سنة إلى الإصابة بالتسمم السجقي (الغذائي) نتيجة لاحتوائه على "الكلوستريديوم بوتولينيوم"، وهي بكتيريا خطيرة موجودة في العسل بجرعات صغيرة يمكن للأصحاء البالغين التعامل معها وكذلك الأطفال الذين يزيد عمرهم على سنة، إذ تمنع الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء هذه البكتيريا من النمو، بينما لا يمكن لمعدة الرُّضع التعامل معها.

• أعراض التسمم السجقي: الإمساك، ضعف العضلات، صعوبة البلع والمص، البكاء والخمول. (8)(9)

منذ فترة انتشرت رسالة نصية يمكن أن تصادفها على مجموعات "واتساب" أو في منشورات "فيسبوك" تنصح بتناول بذور المشمش للوقاية من السرطان. الحقيقة أنه لا وجود ﻷي دليل علمي على فاعلية بذور المشمش في مقاومة السرطان، وطبقا للمعهد الأميركي القومي للسرطان فقد استُخدمت مادة الأميجدالين الموجودة في المشمش علاجا للسرطان في روسيا عام 1845 وفي الولايات المتحدة في عشرينيات القرن الماضي، لكن دون جدوى.

في المقابل، يمكن لبذور المشمش أن تقتلك، لأن مادة "أميجدالين" تتحوَّل بعد هضمها إلى مُركَّب سيانيد الهيدروجين السام. وقد أظهر الأميجدالين "نشاطا بسيطا مضادا للسرطان" في الدراسات على الحيوانات، بينما لم يُظهِر أي نشاط مضاد للسرطان على الإنسان. وعلى الجانب المقابل، فإن تناول الأميجدالين يمكن أن يؤدي إلى تسمم السيانيد، وتشمل آثاره تلف الكبد، وتلف الأعصاب، والحمى، والغيبوبة. (10)

هل تتذكَّر محاولات زوجة الأب الشريرة لقتل سنو وايت بالتفاحة المسمومة؟ ربما لا يكون التفاح مُسمَّما، لكن مرة أخرى البذور هنا هي المُتهمة، فبذور التفاح تحتوي على مادة الأميجدالين التي يمكن أن تؤدي إلى التسمم بالسيانيد، وهو ما يجعلنا نتجنَّب تناول قلب التفاح. لكن لا تجزع إذا انزلقت بعض البذور إلى فمك دون قصد، إذ تحتاج للوصول إلى نسبة السُّمية إلى أن تتناول ما يُقدَّر بـ 0.5 إلى 3.5 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزنك من الأميجدالين، وهو ما يعني أنك تحتاج إلى تناول بذور نحو 18 تفاحة لتُصاب بالتسمم. أما المشكلة الأكثر خطورة المتعلقة بالتفاح فهي المبيدات الحشرية السامة التي تلتصق بقشرة التفاح وتظل ملتصقة به بسبب تشميعه لحفظه، وهو ما يعني صعوبة إزالتها بالماء، لذلك يُنصح بتقشير التفاح قبل تناوله. (11)

منذ فترة انتشر على الإنترنت تحدي القرفة، وقد بدا أمرا مضحكا اشترك به العديد من صغار السن، لكنه للأسف أدَّى إلى وقوع العديد من الحوادث المأساوية. فاستهلاك كميات كبيرة من مسحوق القرفة دون سائل يصحبها يؤدي إلى الاختناق وتهيج المجاري الهوائية، وقد يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي. خلال عام 2012، وفي ذروة انتشار تحدي القرفة، نشرت مراكز السموم الأميركية تحذيرات للآباء بشأن هذا الأمر، خاصة بعد وفاة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات. (12)

هذه الحلوى السوداء التي إما أن تحبها وإما أن تكرهها من الممكن أن يتسبَّب استهلاكها بكميات كبيرة في انخفاض معدلات البوتاسيوم بالجسم مما يؤدي إلى اختلال عمل القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأحيانا الفشل القلبي. يرتفع معدل الخطورة في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 40 وخاصة ممّن يعانون من تاريخ سابق مع أمراض القلب. (13)(14)

طبق الفوجو من الأطباق اليابانية التقليدية، يُعَدُّ من سمكة القراض أو "النفيخة"، وهي من الأسماك السامة، فهي تحتوي على مادة سامة تحتوي السمكة الواحدة على كمية منها تكفي لقتل 30 شخصا، وتتركَّز خاصة في الكبد والجلد. تحتاج إزالة هذه المادة وطهو السمكة بطريقة صحيحة إلى خبرة خاصة، لذلك يستغرق الطاهي في اليابان للحصول على رخصة إعداد الفوجو فترة تدريب تمتد من سنتين إلى ثلاث سنوات. (15)

طبق آسيوي بحري شهير آخر، هذه المرة من كوريا. ربما شاهدت مقطع فيديو عن إعداده بوصفه واحدا من أغرب الأكلات، وهو عبارة عن أخطبوط حي تقطع أذرعه وتُقدَّم وهي لا تزال حية تتلوَّى في الطبق بعد إضافة زيت السمسم وصوص الصويا، وقد يُقدَّم كاملا دون تقطيع في حالة صغر حجمه لتتناوله كاملا. هل تتذكَّر نصائح أمهاتنا حول مضغ الطعام جيدا؟ حسنا، ستحتاج إلى تطبيق هذه النصيحة لتجنُّب خطر الاختناق، فممصات الأخطبوط لا تزال قادرة على العمل، وقد تُسبِّب لك الاختناق إذا لم تمضغه جيدا. (16)

التونة من الأطعمة الغنية بالبروتين والأوميغا 3 والدهون الصحية، وكثيرا ما نُسرف في تناولها سواء كنا نتبع حمية غذائية بغرض خفض الوزن، أو للحصول على نسبة كبيرة من البروتين، وأحيانا لأننا لا نجد وقتا فتُوفِّر التونة لنا وجبة سريعة. لكن التونة ليست آمنة تماما، فهي تحتوي على الزئبق، وهو معدن ثقيل سام موجود بكميات ضئيلة في مياه البحر، تمتصه الطحالب ليدخل في السلسلة الغذائية.

تختلف كمية الزئبق بين الكائنات الحية بحسب حجمها وموقعها في السلسلة الغذائية، فالروبيان (الجمبري) يأكل الطحالب، وسمك التونة يأكل الروبيان، وهو ما يعني تراكم كميات أكبر من الزئبق في سمك التونة. يُنصح بألّا يزيد استهلاك الفرد على علبتين إلى ثلاث أسبوعيا من التونة، بينما يرى بعض خبراء التغذية أن بإمكان الفرد تناول ثلاث علب يوميا لمدة ستة أشهر قبل أن يتسبَّب هذا في حدوث ضرر، مع تناولها بحذر في حالة الحمل، لتجنُّب التسمم الزئبقي للجنين. (17)