اعتاد لاعبو السياسة في بلادنا التقرب من القائد الجديد بانتقاد من سبقوه ووصفهم بأبشع الأوصاف.
وبطبيعة الحال كان القادة في السابق يحبون مثل هذه المواقف، لاعتبارين:
*الأول لأنها تساعد على تفهم الناس لعزل السابق، الشيء الذي يمكن من استتباب الأمر للجديد،
*الثاني لأنها تقلل من سقف مطالب المجتمع وتحد من طموحاته؛ إضافة إلى أن كل الإخفاقات التي قد تقع أثناء ممارسة السلطة، ستسجل تلقائيا على حساب"التركة الثقيلة" للقائد المنصرف!
وعلى الرغم من أن التغيير الذي حصل في وطننا الغالي قبل حوالي عامين مختلف عن التغييرات التي بنى عليها هؤلاء عادتهم تلك؛ وعلى الرغم من أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مختلف عن مثل أولئك القادة وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة،
رغم ذلك كله فإن هؤلاء الساسة، لم يستطيعوا تجاوز تلك العادة أو تغييرها بحيث تتلاءم، على الأقل، مع نمط هذا التغيير،وطبيعة فخامة الرئيس، وخصائص الظرفية الزمنية التي أصبح فيها العامي(مثلي) يسقط القادة من أعين الناس بمجرد لمسة زر على هذا الفضاء المفتوح!
وهكذا ظهر تطبيقهم لتلك العادة هذه المرة سيء الإخراج مترهل الانسجام، ضره على النظام وعليهم هم، أكثر من نفعه!
لقد فات هؤلاء من فرط تمسكهم بهذه العادة السيئة أن يفرقوا بين نظام بمختلف مكوناته(أجهزة تنفيذة وقضائية، مؤسسات دستورية، أحزاب سياسية..)، كانوا فاعلين فيه ولا يزالون، وبين أفراد كانوا جزءا منه متهمين الآن أمام القضاء!
عدم التفريق بين الأمرين جعلهم يوجهون السهام تلو السهام لهم وللنظام عن غير قصد(في أحسن الأحوال) محوا لأي أثر يربطهم بهؤلاء المتهمين، تماما مثل من يرمي الكبد في النفايات خوفا من "المرارة"!
ختاما أنبه إلى ما يلي:
*أن نظامنا الحالي بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، له من المشروعية والمقومات ما يمكنه من تحقيق الأفضل؛ وعليه فهو لا يحتاج إلى تتفيه ما أنجز قبله أو إخفائه ولا يريد ذلك،
*أن الجمع بين انتقاد العشرية وبين الإشادة بمن كانوا فاعلين فيها، أمر بالغ الصعوبة ومحرج جدا؛ خاصة في مثل هذا الزمن،
*أن الواقع لم يعد يقبل التهرب من المسؤولية بمثل هذه الطرق؛ لذلك ينبغي التفكير في طرق أكثر ملاءمة لمقتضيات العصر.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.
الديماني ولد محمد يحي