جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس، ليل السبت، الدعوة للجزائر لفتح حدودها مع المغرب في خطاب وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 22 لجلوسه على العرش.
وقال العاهل المغربي إن له قناعة "بأن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين وشعبين شقيقين، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي وبدأ قانوني أصيل، تكرسه المواثيق الدولية بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي التي تنص على حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله".
وأضاف: "لا الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا مسؤولين على قرار الإغلاق، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا على استمراره، أمام الله وأمام التاريخ، وأمام مواطنينا".
والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994 بعد أن أغلقتها الجزائر بسبب فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين إثر اتهام المغرب لمواطنين جزائريين بتنفيذ عملية "إرهابية" في فندق بمدينة مراكش.
كما تشهد العلاقات بين البلدين توترا بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تتنازع مع المغرب على إقليم الصحراء الغربية، وتسعى إلى انفصاله منذ عام 1976.
وقال العاهل المغربي: "نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد، وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخيل لا مكان له بيننا".
كما رد العاهل المغربي على ردود فعل جزائرية سابقة تعتبر أن فتح الحدود مع المغرب سيضر بالجزائر ويتسبب في زيادة نشاط التهريب
ورواج المخدرات، وأكد أن هذا "غير صحيح..وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيا، فالحدود المغلقة لا
تقطع التواصل بين الشعبين وإنما تساهم في إغلاق العقول التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام من أطروحات مغلوطة..وأنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر، بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب".
وقال لحسن لحداد، وهو سياسي مغربي وأستاذ جامعي، إن خطاب، السبت، "له الكثير من الدلالات، حيث يؤكد العاهل المغربي، للجزائر أمام شعوب المنطقة والعالم التزامه ببناء علاقات أخوية متينة بين البلدين الجارين، كما وجه الخطاب بلهجة صادقة وصريحة وقوية".