مقابلة شاملة وحصرية مع الدكتور أحمد ولدالبراء حول أهم مسارات وواقع واستشراف مستقبل (كوفيد 19) فى موريتانيا والعالم مع حديث عن نشاة وتركيب الفايروس وأعراض الاصابة وطرق العلاج والوقاية ووقفة مع اللقاحات آليات وفعالية وقراءة فى التجربة المحلية لمواجهة الفايروس

السؤال: بعد الترحيب بكم وشكركم على تخصيص حيز من وقتكم الثمين لتشريف هذه الصفحة المتواضعة رغم انشغالكم بالمواجهة الميدانية مع ( كوفيد 19) نود فى عجالة أن نقدمكم للاصدقاء ومتابعى الصفحة

 

لنسمع منكم شيئا عن أحمد البراء خاصة من حيث المسارين العلمي والعملي؟

 

د. البراء  أحمد البراء اخصائي في التشخيص الطبي المخبري

مسؤول مختبر الفيروسات بالمعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية

 

السؤال: كنتم ومن البداية فى الخط الاول لمواجهة جائحة( كورونا) كيف كانت البداية ؟

 

د. البراء: فعلا ، فريق المعهد الوطني للبحوث في مجال الصحة العمومية، من خلال مختبر الفيروسات ، تمكن يوم 6 فبراير بنجاح من القيام بأول PCR لكوفيد 19

 

السؤال :كيف كانت الأيام الأولى للمواجهة مخبريا وطبيا؟

 

د. البراء: الايام الأولى تميزت بكثير من الصعوبات، خاصة ضغط الحالات و خاصة تحدى إعطاء النتائج في وقت قياسي خاصة حالات الوفيات، إدارة الحالات الطارئة التي ترد المختبر في كافة الأوقات مما تطلب من فريق المختبر المرابطة ليلا ونهارا بالمعهد.

 

السؤال: انطلاقا من تخصصكم المخبري والصيدلاني وتجربتكم الميدانية تحديدا وبطريقة مبسطة ماذا عن فايروس( كورونا) تركيبا منشأ طبيعة ومسارتشكل وهل هو فايروس طبيعي كبقية الفايروسات المعروفة علميا وبحثيا ؟

 

د. البراء: فيروس كورونا : عامل ممرض مشترك بين الانسان والحيوان يتميز ب 5 خصائص:

القدرة على التثبت على الجهاز التنفسي للإنسان

القدرة على التغيير المستمر والتحور بحيث يحافظ على نفسه

القدرة على العدوى والتنقل من انسان لأخر

الفيروس يقترب من فيروس اخر كان معروفا منذ 10 سنوات يسبب متلازمة تنفسية حادة تعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحادة.

السؤال: اشرفتم مع فريق من المخبريين والاطباء والخبراء على وضع مخطط استعجالي لمواجهة الوباء والاهم فرضتم خلق بنية تحتية خدمة لذلك المخطط( اماكن علاج اسرة انعاش تجهيزات لوجستية مخابر ) بمقارنة الوضعية بداية ظهور الوباء مع الوضعية الحالية ونحن نتجاوز سنتين من عمر الجائحة وندخل موجة ثالثة منها ما الذى تحقق ميدانيا سبيلا لكسب المعركة وهل تقبلنا كموريتانيين اخيرا فكرة اهمية الفحوص واللقاحات ؟

 

د. البراء: لقد تم تحقيق الكثير مقارنة مع الوضعية في بداية الجائحة على كافة المستويات

- التشخيص المخبري توفر

- وحدات العناية تزايدت

-  المراقبة الوبائية تعززت

-  الكشف تزايد الاقبال عليه وتوفر

قطعا ما نزال نحتاج للكثير ونتمنى ان يتعزز الموجود وتتوفر له الصيانة والرقابة

 

السؤال : لوتحدثنا عن الوقاية من الفايروس معرجين على لبروتكول العلاجي للحالات الحرجة ماذا عن اللقاحات؟

 

 

د. البراء : اللقاحات : مستحضرات قادرة على تحريض المناعة لكنها غير قادرة على إحداث المرض في الحالات الاعتيادية

أهميتها في حالة كوفيد ، اللقاحات حتى الآن سريرية تحمى من التظاهرات الخطرة، ولكنها لا تمنع ضد الإصابة بالفيروس.

 

انواعها

توجد حوالي 15 لقاحا يمكن دمجها في 4 مجموعات :

•  اللقاحات المعتمدة على الفيروس الحي الموهن
• اللقاحات المعتمدة على أجزاء من الفيروس )الوحدات البروتينية (
• اللقاحات المعتمدة على تقنية ARN المرسال
• اللقاحات المعتمدة على تقنية النواقل الفيروسية
• دورها : مع الأسف اللقاحات الحالية ليست ممانعة، وبالتالي دورها في الوقاية الجماعية ضئيل.
• آلياتها : تحفيز المناعة الخلطية بإنتاج أجسام مضادة تعدل الفيروس في حالة دخوله للبدن
• تأثيراتها : اغلب اللقاحات تستلزم مراقبة للآثار الجانبية، ورصد الخطير منها والذي يشكل خطرا على المستهدفين.

 

السؤال: تواجه اللقاحات حملات مضادة تصل حد الأساطير عند الحديث عن مضاعفاتها وتاثيراتها وموانع إعطائها برايكم هل هي فعالة وغير مقلقة وبماذا تفسرون سرعة الإعلان عنها وسرعة انتشارها فى العالم فى ظل مايقال بشأن ضرورة البحث فيها وتجاربها على امتداد سنوات طويلة وليس سنة مثلا اوبضعة أشهر ؟

 

د البراء : اللقاحات هامة جدا ، وهي رغم السرعة التي انتجت بها، الا أنها تشكل الأمل الذي تنشده البشرية في هذا الوقت الحرج من أجل التغلب على هذه الكارثة التي خلفتها جائحة كوفيد ، والبحث متواصل من اجل تحسينها و التغلب على النواقص الملاحظة في بعضها.

 

السؤال: ميدانيا ومن خلال تجربتكم ودراساتكم لماذا كل هذه التحورات التى ظهرت على الفايروس فى فترة قياسية وإلى ماذا تؤشر؟

 

د البراء: الفيروسات ليست كائنات حية بالمنظور التقليدي الدي يعتمد في تعريف الحياة على المميزات التقليدية : مثل الحركة والنمو والتغدية والتكاثر ....الخ ، الفيروسات حية بمعيار التطور حيث انها تتأقلم مع الظروف وتقاوم بحث تغير سلوكها من اجل التغلب على كل ضغط يتم تطبيقها عليها من لقاحات وادوية وغيرها ، وهذا يعرف ب الانتخاب الطبيعي . اذا ، سيظل الفيروس يتحور وينتج سلالات تقاوم كل ما يوجهه الانسان للقضاء عليه من اجل المحافظة على بقائه.

 

السؤال : هل لديكم تصور عن مستقبل مسار الجائحة الحالية وهل يمكن البحث لها عن نقطة نهاية فى المستقبل القريب ؟

 

د البراء:اعتقد ان الجائحة لن تنتهي في افق قريب، ولكن البشرية ستتعايش معها.

 

السؤال : مرت بكم مواقف وحالات وظروف عديدة وانتم فى الميدان هل من رصد لاطرفها خاصة وانتم تتعاملون مع مرضى ومرافقين معظمهم تحت الصدمة او غير مصدق لوجود الوباء أصلا او غير معني لطبيعته البدوية بأية إجراءات احترازية او تعليمات طبية أو مخبرية؟

 

د . البراء : مرت بي حالات كثيرة وعايشت الكثير من الحالات الصعبة ، ومن أصعب ما عانيت منه هو بحكم عملي أن اخبر المصابين أو ذويهم بإصابتهم خاصة في وقت متأخر.

 

السؤال: فى كلمة أخيرة بماذا تنصحون المواطنين الموريتانيين لمساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة الصحية الصعبة؟

 

د البراء :لابد من التقيد والاحتراز بالإجراءت ، والتلقيح ، وتجنب نشر الشائعات.

 

من صفحة الكاتب والمدون حبيب الله ولد أحمد