من الخطورة ان نقرأ تقارير الهيئات الدولية التي تصدرها هيئة الأمم المتحدة او الهيئات المنبثقة عنها أو جهات مستقلة حول أوضاع موريتانيا المزرية، وفي جميع الأصعدة دون استثناء، بينما نسمع من رجال السياسة عكس هذه التقارير التي من المفترض ان تكون حيادية او مبنية على أسس علمية لا تقبل الجدل.
فالسؤال المطروح من نصدق؟
هل نصدق هذه الهيئات الدولية؟ ام نصدق رجال ساستنا في تقاريرهم التي من المفترض ان يكون الهدف منها سياسيا في المقام الأول!؟.
لقد برز هذا اللغط مؤخرا بين سياسيين وصحافيين ومثقفين في حوارات ونقاشات حول التباين بين هذه التقارير الدولية والتقارير التي تصدرها جهات وطنية ورجال سياسيين.
ومن ضمن هذه الهيئات الوطنية البنك المركزي اللذين ظل يصدر بيانات مخالفة لهذه البيانات الدولية حول مؤشر نسبة النمو في البلد حيث أكد في بيانه الأخير انها تجاوزت %;610بينما البيانات الدولية أكدت ان مؤشر النمو لم يتجاوز %0.5 وفي الوقت نفسه أكد البنك المركزي الموريتاني، وكذلك رئيس الجمهورية وفي عدة مناسبات ان رصيده من العملة الصعبة يبلغ مليار دولار اميركي خلافا لما أكدته جهات دولية مستقلة أخرى والتي أكدت ان رصيد البنك الموريتاني المركزي لا يتجاوز 320 مليون دولار.
فمن الواضح ان التقارير الوطنية لا يخلو بعضها من أغراض سياسية او قصور في تحصيل البيانات أو لحاجة في نفس يعقوب في تصميم مؤشرات القياس، وان لغة الأرقام أصبحت إحدى الأدوات التي يستخدمها رجال السياسية في تبرير انجازات النظام، دون ان يدركوا ان التلاعب بالارقام لابد سينكشف وينكشف معه زيف ادعائهم وعندها سنقع في اختلالات اقتصادية وسياسية على البلاد.
إن المقاييس التي اعتمدتها الهيئات الدولية توضح مؤشرات مهمة حول التنمية في موريتانيا فهي على سبيل المثال توضح مؤشر الشفافية الذي يعكس حجم الفساد الادراري والمالي بصورة مذهلة وهو مؤشر مهم في نجاح خطط التنمية في البلد.
كما ركزت هذه التقارير على المؤشرات التي تكشف التوزيع الحقيقي للثروة وكانت مؤشرات مخيفة جدا حيث كشفت ان ثروة موريتانيا تتوزع على 19 شخصية في البلد البعض منهم أقارب لرئيس الجمهورية وآخرين مقربين منه سياسيا أو جهويا, كما أوضحت هذه التقارير أيضا ان مؤشر استنزاف الثروات الطبيعية للبلد في صالح نافذين مقربين من النظام.
إن كل هذا التباين لايعني التقليل من أهمية التقارير الوطنية والأرقام، ولكن يعني ضرورة التعامل معها بحذر ووعي فالحقيقة لها وجوه كثيرة.
إلياس ولد محمد الامين