يبدو أن زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لم ينته صداها بعد، فقد خلفت نقاشا كبيرا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
فقد أدان الكثير من رواد الوسائط الافتراضية ما قامت به وزيرة الشؤون الاجتماعية من بذخ وتبذير -حسب وصفهم- من خلال الحفل التي أقامته الوزيرة ودعت له فنانة سنيغالية بتكاليف فاقت العشرين مليون حسب المدون الحسن ولد لبات.
هذا التصرف وجد فيه الكثير من المدونين والإعلاميين فسادا وتبذيرا للمال العام، خاصة في عام الدولة أشبه ما تكون في مرحلة تقشف بسبب جائحة كورونا وما خلفته من أزمات اجتماعية واقتصادية.
الإعلامي حنفي ولد الدهاه وصف خطوة الوزيرة في تدوينة له بأنها لا تتسم باللباقة السياسية وتثير غضب الشارع العام على الرئيس، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون.
المدون الكبير حبيب الله أحمد وصف تصرف الوزيرة بغير الأخلاقي ولا الوطني حيث قال في تدوينة له على صفحته بفيس بوك" يجب أن يقال إنها تصرفت بشكل غير وطني وغير اخلاقي ايضا خاصة وان السنغالية المحظوظة مشهورة باغانى العري والمجون هذه الوزيرة على مكتبها عشرات ملفات المرضى والمعوقين والمعوزين يريدون المساعدة من قطاعها ومنهم من مات قبل أن تتكرم الوزيرة بنظرة على ملفه مع انها...".
كثيرون أدانوا تصرف الوزيرة بنت الشيخ سيديا وربطوه بالفساد و سوء التسيير، كما ذكر بعض المدونين الوزير بقصة الصبية التي توفيت بسبب عجز أهلها عن علاجها من فشل كلوي أصيبت به رغم النداءات المتكررة بطلب المساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية والتي لم تحرك ساكنا إلى أن توفيت الطفلة حسب هؤلاء المدونين.
من جهة أخرى اعتبر أنصار الوزيرة أن هذه الحملة ليست إلا ردة فعل من خصوم الوزيرة على نجاحها وتميزها في أدائها، معتبرين أن الحفل مجرد نشاط عادي يدخل في إطار تعزيز روابط الأخوة بين البلدين الشقيقين موريتانيا والسينغال، وأن ما أنفق فيه مجرد مبلغ عادي لا يتجاوز خمسة ملايين أوقية قديمة حسب بيان منسوب للجنة الإعلامية للوزيرة.
المدونة والإعلامية منتان منت لمرابط اعتبرت الحفل مجرد نشاط عادي يدخل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"
"فهو لفتة كريمة وموفقة وابراز للتقارب الثقافي والانساني بين البلدين واحتفاء بقربهما وتواصلهما ومن فاته ذلك فهو من قصر النظر ".
وبين الآراء المتعددة والأرقام المتباينة التي أنفقت في الحفل الغنائي للوزيرة، تظل الحقيقة الثابتة هي أن البلد يمر بظرف اجتماعي واقتصادي من أصعب الظروف التي قد مرت به، وهو ما يستدعي ترشيد المال العام، وترتيب أولويات الإنفاق واجتناب كل ما قد يثير نقمة المواطنين، خاصة الفقراء وحتى يتجاوز الوطن بسلام هذه الأزمة وبأقل الخسائر.