بسم الله الرحمن الرحيم
ارتحل إلى جنات الخلد واحد من أعظم وألمع رفاق الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله.
إنه المرحوم أحمد ولد محمد صالح، ولا شك أن سر الثقة والمودة التي كانت تجمع الرجلين يكمن في تشابه وانسجام أخلاقهما، ومتانة ارتباطهما بالحضارة الموريتانية الأصيلة من دين وثقافة وأخلاق ونبل.
أحمد ولد محمد صالح كان نموذجا في هذا الصدد.
مارس أعلى درجات الحكم ولم يغتر يوما بالسلطة وبما توفر لصاحبها من تمكين وفرص في شتى المجالات.
عاش متشبثا بالرصانة والتواضع وتقبل الرأي الآخر.
مارس السلطة في أعلى مقاماتها دون أن يبدو يوما مغرورا بها أو متعاليا على الآخرين بسببها.
مارسها ولم يخطر بباله يوما أن يجني منها سعة أو مزايا مادية أو معنوية خاصة به.
طموحه الوحيد كان بناء الدولة وتوحيد صف مكونات الأمة وإشاعة العدل والمساواة بين الناس.
ذلك كله لأن أحمد ولد محمد صالح لم يكترث إلا بما يرضي الله ولا يعول إلا على خالقه.
وهكذا غادر السلطة يوم 10 يوليو 1978 وهو كما كان طليق الوجه، حسن الخلق، نظيف الأيادي.
تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته وبارك في ذريته وأسرته الكريمة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

أحمد ولد سيد باب