كأس أمم أفريقيا 2021 كاميرون : قراءة في الأداء والأحداث.

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
اثنين, 2022-02-07 17:11

أسدل الستار علي نسخة الكاميرون الثانية المقامة علي أراضيها والمؤجلة بعيد رفض وتراجع دولة الكوت ديفوار عن استضافة البطولة
كما كان مقررا في يونيو و يوليو 2021 بحجة متحور اوميكرون وتبعاته.
هذه البطولة تظهر بمسميات متباينة تصب في معني واحد
كأس الأمم الأفريقية 2021 Africa cup of Nations كما يطلق عليها بالإنجليزية أو CAN 2021 كما يطلق عليها بالفرنسية
أو كأس الأمم الأفريقية توتال انير جي ارتباطا باسم الراعي الرسمي للبطولة..
ما يمكن سرده في ظل هذه البطولة من مواقف و أحداث علي مستوي الأداء والتنظيم يكمن فيما ما يلي : -
1 - الإفتتاح و التنظيم : شكلت احتفاليات الإفتتاح و حفل الاختتام لوحة فنية رائعة عكست ملامح البعد الثقافي والتراثي الإنساني
لهوية المجتمعات و الشعوب الأفريقية المتباينة طبقا لما هو مرسوم في إخراج فني فريد و متناسق برشات أبناء القارة.
أما التنظيم فكان علي مستوي التحديات مع شئ من التحفظ كظروف انتشار متحور اوميكرون السريع ومخافة حدوث حالات انتشار واسعة في وسط اللاعبين والمشجعين قد تخرج عن السيطرة.
هذا بالإضافة لي التهديد الإرهابي القائم في المنطقة والذي شكل هو الآخر عامل خوف و رعب في نفوس اللاعبين و المشجعين وتحدي كبير بالنسبة للقائمين على التنظيم و المنظومة الأمنية مما ساهم في الانتشار الأمني الواسع وتقييد حركة ضيوف البطولة من لاعبين و مشجعين و متتبعين للشأن الرياضي حفاظا علي أمنهم و سلامتهم .
هذا ما نجح فيه القائمون علي التنظيم والأجهزة الأمنية في هكذا ظروف علي الرغم من حادثة تدافع المشجعين أمام عتبة أبواب
ملعب ياوندي و هي مسألة تعاب علي لجنة التنظيم.
فكل المسؤولية تقع علي كاهل المشرفين علي الميدان و الجهاز الأمني بضرورة الإشراف المباشر علي ضبط وفتح ممرات آمنة لولوج المشجعين الي عمق المدرجات والعودة خارج باحات الملعب بانسيابية تامة .
كما اعيب علي النجم الدولي رئيس الاتحاد الكاميروني سيموال إيتو عدم اكتراثه بحادثة سقوط ضحايا واستمراره بالاحتفال بالفوز.
في حين قرر القائمون علي التنظيم نقل المباريات المرتقبة علي أرضية استاد ياوندي بعيد حادثة الاندفاع الي استاد احمدواهيدجو يغية السماح للشروع في إجراء تحقيق شامل و سريع والوقوف على حيثيات الأسباب.
2 - مشاركة المنتخب الوطني : هي الثانية من نوعها في هكذا مناسبات وان تميزت هذه المرة بالخروج غير مشرف والسريع كأول منتخب يغادر البطولة علي مستوي دور المجموعات دون تسجيل أيما هدف.
3 - بعض أخطاء التحكيم والتنظيم : التحكيم تم بطاقم من أبناء القارة بالإضافة إلى تعيين حكمين من الكونكاكاف.
جاء دون المستوي المطلوب وشهد بعض الأخطاء المؤثرة وارتباك وتردد في القرارات حسم بعضها بالعودة الي تقنية الفأر عل الرغم
من أن الحكم غير ملزم قانونيا بقرارات التقنية.
فبالعودة الي أولي خرجات المنتخب الوطني أمام نظيره الغامبي تفاجأ منتخبنا بعزف نشيد قديم بدل النشيد الوطني الحالي مما اضطر المنظمون الي إيقاف النشيد و محاولة تشغيل النشيد الجديد ليفشلوا ثانية و ليقوم بعض لاعبي المنتخب الوطني بترديد
النشيد الجديد دون إيقاع موسيقي لحظة الحنين الي الوطن والذود عن عرينه و في هكذا مناسبات.
ويأتي هذا الخطأ الفادح بعد ساعة تقريبا من الفضيحة التحكيمية في مباراة تونس و ومالي والتي انهاها الحكم الزامبي جاني ميكازوي
بفوز مالي 1 ل 0 . قبل اكتمال الوقت الأصلي والقانوني بأربع دقائق مما أثار غضب الجهاز،الفني ولاعبي المنتخب التونسي.
واضطرالمنظمون من خلاله تأجيل مباراة موريتانيا و غامبيا لمدة 45 دقيقة قبل الانطلاق المرتقب للمواجهة وبعيد تغيير حكم نفس المباراة برنارد كاميل و استبداله بالحكم الجزائري مصطفي غربال الذي كان مكلفا بإدارة غرفة الفأر وذلك بعد تأكد إصابة الحكم الرئيسي بكورونا لتنتهي المواجهة بفوز غامبي بواحد للاشيء.
4 - الأداء و المتعة : جاء دون ما هو مطلوب علي مستوي البطولة و خاصة في دور المجموعات ودور المرحلة الأولي من خروج المغلوب علي الرغم من ظهور مهارات و حضور مميز لبعض اللاعبين علي مستوي الأداء الفردي .
في حين غابت المتعة واللمسات الفنية والأداء الجماعي علي نسق التيكي تاكا الكاتولونية أو مستوي المتعة في الدوريات الأوروبية أو أمريكا اللاتينية و خاصة من صناع الفارق في كبريات هذه الدوريات وغيرها من محترفي لاعبي القارة السمراء الذين لم يشكل حضورهم إضافة نوعية للبطولة .
فمجمل مباريات البطولة لعبت علي الجزئيات، مما ساهم فى الخروج المبكر علي مستوي دور المجموعات والدور الموالي له
للكل من بطل النسخة الماضية المنتخب الجزائري و المتوج اخيرا بكأس مونديال العرب بالإضافة الي الخروج المفاجئ لمنتخبي غانا ونيجيريا الأكثر فوزا بالكأس سبع تتويجات بينهما.
5 - مفاجأة البطولة : شهدت البطولة مشاركة منتخبي جزر القمر و غامبيا لأول مرة في تاريخهما شكلا مفاجأة البطولة كل فخر واعتزاز و استحقاق اذاب الفوارق أمام مقارعة الكبار مما سمح لمنتخب جزرالقمر بالتجاوز الي دور الثمن النهائي ليواجه البلد المنظم الكاميرون محروما من أبرز لاعبيه بمافيهم حراس المرمي الثلاثة والمدرب بسبب الجائحة .
ليظهر بشكل مشرف ومميز أجبر الجميع علي تحيته بعد ماخاض المباراة بعشر لاعبين حيث تعرض أحدهم للطرد في العشر الدقائق الأولي من عمر اللقاء في حين تولي الظهير الأيمن حراسة المرمي في ظل غياب الحراس الثلاثة مما اضطره في لحظة نسيان انه حارس مرمي وضع يديه خلف ظهره ليستقبل الحارس البديل شاكر الهدهور هدفا ثانيا في هكذا وضعية اعتادها في قلب الدفاع.
بحكم غياب اللاعبين و بحكم الأرض والجمهور وبحكم تاريخ المنتخب الكاميروني وبحكم أشياء اخري تفوق البلد المضيف علي المتألق جزرالقمر بهدفين لواحد.
أما منتخب غامبيا فواصل تحقيق النتائج الباهرة حيث تمكن من إزاحة منتخب غينيا في الدور الثمن النهائي بهدف للاشيء.
لتجد نفسها أمام أصحاب الأرض المنتخب الكاميروني الذي انهي المغامرة الغاميية بالفوز عليها بهدفين للاشيء بحكم الخبرة والأرض والجمهور. ،ليبلغ منتخب البلد المضيف المربع الذهبي ويخسر النصف النهائي أمام نظيره المصري بركلات الترجيح في لقاء مثير
لم يشفع له الحضور الواسع للجمهور ولا الأرض ولا التجاوب في خضم تصريحات إيتو المستفزة و لا عصبية حكم المباراة أمام إصرار وكبرياء الفراعنة.
ليدخل المنتخب الكاميروني من جديد مواجهة مرحلة الترتيب أمام نظيره البوركينابي في لقاء مثير ومثير حصد من خلاله ابرونزية الكان 2021 بعيد تعادل ثلاثي الأهداف من عمر الأشواط الإضافية لتحسم المباراة لصالحه بركلات الترجيح 5 ل 3 .
أما مباراة الاختتام فجاءت بطعم آخر وبطموح مهاجمي فريق ليفربول الرائعين اللاعب المصري محمد صلاح واللاعب السينغالي ماني
وباداء أكثر من رائع للحارسين المصري ابو جبل والسينغالي إدوارد ميندو حارس فريق اتشيلسي. كان له الدور في حسم الفوز المستحق للمنتخب السينغالي بلقب كأس أمم أفريقيا 2021 ولأول مرة في تاريخ البطولة بالإضافة الي لقبي احسن لاعب بطولة وأحسن حارس مرمى .وبنتيجة ركلات ترجيحية 4 ل 2.
ليو دع المنتخب المصري البطولة برتبة الوصيف وباداء مشرف طبعه اللعب بروح الفريق الواحد وباصرار وكبرياء الفراعنة والذي جاء هذه المرة من رحم المعاناة علي الرغم من تربعه علي عرش التتويجات تاريخيا سبعة ألقاب في خزائنه.
6 - الأهداف : تم تسجيل 106 اهداف طيلة فترة البطولة وخلال 53 مباراة تجاوز أكبر عدد مسجل في تاريخ البطولة المسجل في نسخة مصر 2019 حيث وصل مجموع الأهداف آنذاك 102 هدفا. ا
المباريات التي انتهت في الوقت الإضافي تحسب ضمن الانتصارات والهزائم في حين تحسب المباريات التي انتهت بركلات الجزاء الترجيحية علي انها تعادلات.
البطاقات : الصفراء حدث ولا حرج أما الحمراء فشهدت هذا البطولة تسجيل 16 حالة طرد ببطاقة حمراء وهو رقم قياسي لم يسبق
تسجيله في نسخة واحدة ،عادل من خلاله آخر 4 نسخ من أمم أفريقيا مجتمعة في عدد البطاقات الحمروات مما يعكس من خشونة اللعب.
7 - التغطية الإعلامية ونقل المباريات : يوزع الفيفا حقوق بث مباريات كأس أمم أفريقيا بالتنسيق التامة مع الكاف طبقا لما هو مرسوم في عقود الحصول علي حقوق البث حسب المناطق والدول حيث تم نقل مباريات البطولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر شبكة Beinsport العربية بالإضافة الي تغطيات اخري في مناطق مختلفة أرضية وعبر أقمار صناعية.
ما ميز قناة Beinsport عن غيرها هو الاستديو التحليلي اليومي الواسع و مسطرة البرامج التحليلية الليلية التي تواكب الحدث من خلال مجموعة ممتازة من المحللين الكبار والمتتبعين للشأن الرياضي ظهر من بينهم الإعلامي الرياضي الموريتاني الشاب الواعد العلوي بتحليل رؤية مدرب متمرس وبلغة ضاد لاغبار عليها.
أما حكم قناة Beinsport الحكم المصري الدولي السابق الكابتن جمال قندور فقد تميز من خلال اطلالاته التحكيمية اليومية وعبر تقنية تبيان أخطاء الحكام في وضع المشاهد في صورة مغايرة لمجريات اللعب تبقي بمثابة طبيب ما بعد الموت لا تغير اي شئ في المعادلة ولا في النتيجة.
هذا باختصار ما تم رصده و توثيقه علي هامش هذه البطولة الأفريقية بعيون واقلام عابرة.
طابت أوقاتكم في انتظار قادم البطولات أن شاء الله.
اباي ولد اداعة.