ملاحظات على هامش خرجات رئيس الجمهورية(تحليل)

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
جمعة, 2022-03-18 20:42

بقلم: موسى ولد إسلمو

يتميز الرئيس غزواني من بين رؤساء موريتانيا بالمصارحة و التطرق لمشاكل المجتمع بكثير من المكاشفة وبدون أي مجاملة.
هذه الميزة التي يتمتع بها الرئيس إذا واكبتها قرارات قوية وتحرك سريع للقضاء على تلك الاختلالات البنيوية في الإدارة والمجتمع ، فإن البلاد ستشهد نهضة كبيرة.
فتصريح الرئيس في اسبانيا بفقر موريتانيا و قبلها التطرق لمشكل التراتبية الاجتماعية في خطاب وادان، كلها أمور تؤكد إلمام الرئيس بمشاكل موريتانيا بتفاصيلها وجزئياتها الدقيقة.
لكن مع كل مصارحة للرئيس مع الشعب تشرئب أعناق المواطن لما بعد تلك المصارحة والتشخيص ولسان حالهم ما ذا بعد؟؟
تكثر التكهنات وتنتشر التحليلات بعد كل خرجات الرئيس الإعلامية، وتتوجه الأنظار إلى الجهاز الحكومي. وتكثر التنبؤات بقرب تعديلات في الحكومة. لكن سرعان ما تذوب تلك التكهنات وتختفي في معمعان الحياة اليومية.
كثيرون يأخذون على الرئيس صراحته والتي لا تواكبها قرارات حاسمة تعيد ترتيب الجهاز الحكومي بشكل يستجيب للتحديات الخارجية والداخلية التي تواجه البلاد.
إلى حد الساعة ما زال الفساد في انتشار، وهو ما أكدته تقارير المفتشية العام الدولة حيث كشفت تلك التقارير وجود فساد في بعض الأجهزة الحكومية إلا أن العقوبة ما زالت ضعيفة حيث المفسدون يتبادلون المناصب دون حسيب ولا رقيب.
مرافق إدارية شبه معطلة كمقرات الحالة المدنية في الداخل؛ ومرافق أخرى تشهد ضعفا شديدا في خدماتها كالماء والكهرباء.
الصحة تعاني و التعليم ما زال حبيس أيامه التشاورية حيث لا قرارات بتطبيق مخرجات تلك الندوات والأيام التشاورية.
الفقر في انتشار والبطالة تزداد يوما بعد آخر ومشاريع اجتماعية تصطك مسامع المواطن بجعجعتها دون أن يرى لها طحينا.
هي مشاكل كثيرة تتطلب جرأة وشجاعة في المعالجة وتجاوز مرحلة التشخيص،
إن أشد ما يفاقم مشاكل الوطن ويعيق نموه و يهدد أمنه هو مجاملة أصحاب السوابق التسييرية من المفسدين، ومواصلة التمكين لهم إداريا وماليا.
نعم البلد فقير و الحالة المعيشية للسكان هشة بل ومزرية في كثير من الأحياء والقرى والأرياف، لكن هذه الوضعية هي ما أدت بالناخب الموريتاني للتصويت للرئيس محمد ولد الغزواني من بين جميع المرشحين، لأنه تقدم للمواطنين ببرنامج شامل وطموح إضافة، إلى ما يتمتع به الرئيس من خبرة ومصداقية جعلته في نظر الناخب أهلا لتحميله مسؤولية تسيير البلاد والنهوض بها من درك الفقر و الجهل.
هذه الثقة تجعل الرئيس مطالب بالحزم في القرار والسرعة في تنفيذ برنامجه الانتخابي.
إن الرئيس مطالب الآن قبل أي وقت آخر بقطع خطوات إلى الأمام وتجاوز مرحلة التشخيص إلى إيجاد الحلول للمشاكل الكثيرة التي تعاني منها البلاد وتعرقل نموها.
موسى إسلم