أدرك لويس إنريكي سريعاً صعوبة تدريب فريق بحجم برشلونة، فما إن سقط متعادلاً مع مالاجا حتى بدأ الكلام عن تفاصيل دقيقة في الفريق، ورأت وسائل الإعلام والمشجعين المحبين الجانب المظلم فقط، ليبدأ الضغط مبكراً رغم نظافة الشباك بعد 5 مباريات في الدوري، ورغم الصدارة حتى اللحظة.
صحيفة سبورت الكتلونية انتقدت بطء ونعومة الفريق خلال اللقاء، ورأت أنه ما زال بعيداً عن حل المشاكل التي يواجهها في بعض المناسبات، كما أنها أعادت عدم التسديد على المرمى طوال الدقائق إلى قلة الابتكار في خط الوسط وقلة الأفكار.
ولم ترحم صحيفة الموندو ديبورتيفو الفريق وقالت إنه افتقر للعب بحماس، وأكدت أن العشب السيء ليس عذراً، وأضافت "لم يظهر ليونيل ميسي إلا عند تعرضه لضربة في الوجه".
الجماهير البرشلونية في مواقع التواصل الاجتماعي انتقدت مدربها، وبعضهم فقد الإيمان به سريعاً وتحدث عن سقوطه في أول اختبار، متناسين البداية القوية التي أحدثها، والانضباط الذي استعاده، والتقارير العديدة التي تؤكد قوة شخصيته وتشيد به لقصص قاربت الخيال في بعضها.
في القطب الأخر، حيث يدرب كارلو أنشيلوتي ريال مدريد الذي أدرك أيضاً أن المهام التي يقوم بها توم كروز أقل استحالة من تدريب الفريق الملكي والاستمرار فيه سعيداً، فما إن خسر مع ريال سوسيداد وبعدها مع أتلتيكو مدريد، حتى بدأ الحديث عمن سيخلفه في مقعد التدريب وتم اقتراح أسماء أقل من إمكانيات الإيطالي بكثير لفعل ذلك.
ورغم أنه بدأ الموسم الماضي بشكل سيء وأنهاه بالعاشرة، فإن الجماهير لم ترحمه وتحدثت عن الحظ الذي خدمه من أجل الألقاب ونسيت الإشادة بفكرة 4-4-2 في الأوقات الحاسمة، ووصل الأمر بالبعض ليقول أنه لولا دي ماريا لما حقق كل ذلك، وبات تشابي الونسو الشخص الذي ستر عيوبه، ونسي كثيرون أهمية ما فعله أنشيلوتي في موسم واحد، ونسوا تاريخه كله الذي يجعله أفضل مدرب في تاريخ دوري الأبطال الحديث بـ3 ألقاب.
هذه المهمة المستحيلة في تدريب فريقين لا يرضى إعلامهما وجمهورهما بأي خطأ أدركها من قبل جوزيه مورينيو، بل عايشها بيب جوارديولا الذي وضع برشلونة على قمة العالم، حيث خرج والجميع يتحدث عن عدم امتلاكه للابتكار خلال المباريات... ويوم أمس شعر لويس إنريكي أنه المدرب الوحيد الذي يتعادل في العالم، ومن قبله اعتقد أنشيلوتي أنه أول مدرب يخسر في التاريخ مباراتين.
على العكس تماماً يحدث في بلاد أخرى، فجماهير مانشستر سيتي اعترضت على إقالة روبرتو مانشيني ونشرت رسالة حب له في إحدى الصحف رغم منطقية القرار، ولو تم تطبيق نفس الفكر الذي حدث في اسبانيا بعد خسارتين لأنشيلوتي لما كان من الممكن أن يبقى أرسن فنجر مدرباً لأرسنال بعد 9 سنوات من جفاف الألقاب، ولما وصل السير اليكس فيرجسون للفترة التي قضاها مع مانشستر يونايتد وهو الذي خرج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا في أكثر من مناسبة، وخسر الدوري في عديد السنوات.
توم كروز يعيش في مهمة مستحيلة يمكنه خلالها إعادة اللقطة، لكن ذلك غير ممكن مع تدريب برشلونة وريال مدريد.
koora