من هم الذين يدعو لهم حملة العرش؟

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
خميس, 2022-04-28 06:32

إن دعاء هؤلاء الملائكة في عباد الله مستجاب أكيداً، فقد أوكل الله تعالى إليهم الدعاء لعباده، فلا يمكن أن لا يستجيب لدعائهم.
فمن هم أولئك الذين يدعون لهم؟ وما هي الشروط والصفات التي تجعل الإنسان في موضع دعاء هؤلاء الملائكة الأبرار؟
في سورة غافر تجد أنهم يستغفرون للذين آمنوا وتابوا واتبعوا سبيل الله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}([4]).
وفي سورة الشورى {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ}([5]).
وفي أغلب الظن أن المقصود بمن في الأرض هم المؤمنون التائبون والمتبعون سبيل الله.
إن دعاء هؤلاء الملائكة من رحمة الله تعالى بعباده. فهم يدعون الله بأمر من الله، ويشفقون على المؤمنين التائبين برحمة من الله، ورحمة الله واسعة. فلماذا يخص حملة العرش المؤمنين التائبين المتبعين بالدعاء فقط، وهم يقولون في نفس الدعاء: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا}؟
إن السبب واضح ومعروف لمن يعرف نهج القرآن في بيان حقائق الكون. إن الذين لا يؤمنون بالله ويعصون الله يخرجون عن دائرة الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء رحمة وعلماً، لا لأن مساحة الرحمة الإلهية تضيق بشيء، فهي غير محدودة، ولكن لأن هؤلاء الناس أنفسهم يعرضون عن رحمة الله بالكفر والعصيان فإذا خرج العبد معرضاً عن رحمة الله لا تشمله رحمة الله، لا لضيق في رحمة الله، وإنما بسبب إعراضه عن رحمة الله.
والذي يجعل الإنسان في موضع رحمة الله ثلاث كلمات:
الإيمان، والعودة إلى الله (التوبة)، والإتّباع {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}، {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ}… فإن المعصية والتمرد إعراض عن الله والتوبة والاتباع عودة إلى الله، وبذلك يدخل الإنسان في دائرة رحمة الله من جديد بعد الإعراض والخروج، فإن دائرة الرحمة الإلهية مفتوحة لا تنغلق على أحد، وبوسع أي إنسان أن يرجع إلى الله متى ما يشاء.