يواصل يوفنتوس انطلاقته القوية هذا الموسم مع تحقيقه الانتصار الخامس يوم أمس على أتلانتا في ملعب الأخير وبنتيجة 3-0، ليبقى على نفس سرعة روما في سباق الصدارة الذي يبدو محتدما بينهما منذ البداية.
خلال الصيف كان هناك حدث مهم في يوفنتوس، فقد أعلن أنتونيو كونتي انسحابه من النادي بعد عدم تحقيق مطالبه ورغباته بصناعة فريق ينافس أوروبياً، ليقبل ماسيمليانو اليجري المهمة ويراها فرصة وصف نفسه لأجلها بالمحظوظ على العكس من سلفه، وبسبب العلاقة السلبية التي تجمع مدرب الميلان السابق بجماهير يوفنتوس خصوصاً بعد تكراره قصة هدف مونتاري لثلاثة مواسم لم يلق القرار الترحيب الجماهيري.
اليجري يبدأ هذا الموسم بشكل جيد وبشكل يمنع خصومه من انتقاده، وفيما يلي رصد لأهم التغييرات التي حصلت معه حتى الآن؛ سواء الإيجابية أو السلبية منها:
- يوفنتوس أسرع:
يوفنتوس مع أليجري بات أسرع من يوفنتوس كونتي، قد يكون الأمر متعلقاً بإصابة بيرلو، لكن من الواضح أن السرعة تتعلق بكافة الخطوط، فالفريق ينقل الكرة بشكل سريع ويتحرك بكثافة أعلى، وهذا تغيير مهم في شكل السيدة العجوز يزيد من صعوبته على خصومه.
- تيفيز البطل:
اعتادات جماهير يوفنتوس على فريقها مع أنتونيو كونتي أنه فريق المجموعة، فما زالوا يذكرون قصة تسجيل كل أفراد الفريق أهدافاً باستثناء الحارس، ويذكرون أن هدافهم يوما ما كان فيدال وفازوا بلقب الدوري، الوضع الجديد مع اليجري بات فيه اعتمادية مطلقة على كارلوس تيفيز الذي سجل 6 أهداف من أصل 12 هدفاً لفريقه في بطولتي الدوري ودوري أبطال أوروبا، هذه الاعتمادية لا تتوقف فقط على التسجيل بل على المحاولات أيضاً.
ويختلف المتابعون في النظرة إلى هذه المسألة؛ فهناك السعيد لأن يوفنتوس بات يملك بطلاً حقيقياً يحسم المواجهات وهو ما افتقر إليه في السنوات الماضية، في حين أن هناك من ينتقد هذه الخطوة لأن سر قوة مجموعة اليوفنتوس خلال المواسم الثلاث الماضية يكمن بالجماعية وشعور كل فرد بأنه البطل، ويدعم وجهة نظر الطرف الثاني أن تسديدات يوفنتوس على المرمى هذا الموسم اقل بنسبة 20% عن الموسم الماضي.
- الدفاع أصبح أكثر حدة:
لا يمكن الحكم على تحسن دفاع يوفنتوس من خلال عدم تلقيه الأهداف ، فالفريق حقق الموسم الماضي 744 دقيقة من الشباك النظيفة، لكن الملاحظ أن يوفنتوس يتلقى تسديدات أقل هذا الموسم من سابقه، فهو تلقى حتى الآن ما معدله 7.4 تسديدة بانخفاض مقداره 27% عن الموسم الماضي، حيث كان عدد التسديدات التي يتلقاها الفريق 10.1 تسديدة في المباراة الواحدة الموسم الماضي.
مشاهدة المباريات هذا الموسم توضح كيف يلعب الدفاع بحدة أكثر، ورغبة بافتكاك الكرة بشكل أسرع، ولكن يبقى الموسم في بدايته للحكم على هذه المسألة بدقة.
- يوفنتوس اليجري استحواذي أكثر:
لم يعد مفهوم الاستحواذ إيجابي دوماً، ورغم أن أحد مبادىء كونتي في إدارة المباريات تتمثل بالاستحواذ فإن يوفنتوس اليجري يملك الكرة لوقت أطول، حيث لم يعد الفريق يعتمد على الكرات الطويلة كلما كان لديه مجال للاستفادة منها لضرب عمق الدفاع، ونقل الكرة يجب أن يستمر حتى الثلث الأخير على غير نهج الموسم الماضي.
أرقام يوفنتوس الاستحواذية هذا الموسم أعلى بمقدار 8% عن استحواذ الموسم الماضي، واختبار هذا الفكر لم يبدأ بعد، وستكون المواجهة الأوروبية المقبلة هي أول اختبار لصلابة هذا التفكير وثباته، فتطبيق الاستحواذ على فرق تدافع ولا تملك الجودة أمر سهل، لكن الصعوبة ستظهر عند مواجهة فرق أعلى جودة.
- تراجع بخطورة الكرات الثابتة هجومياً:
في المواسم الماضية شكلت الركلات الركنية والركلات الحرة غير المباشرة والتسجيل منها خطراً حقيقياً دائماً لصالح يوفنتوس، هذا الموسم لا يبدو الفريق بنفس القوة فلم يسجل أي هدف خلال 6 مباريات منها، كما أن خطورته أقل بعيداً عن احتساب الأهداف أيضاً.
هنا قد يكون الحديث عن غياب أحد أفضل أصحاب منفذي هذا النوع من الكرات في العالم وهو أندريا بيرلو كسبب من الأسباب، لكن يبقى هناك شيء يتعلق بالعمل المطلوب من المدرب لتحسين هذه الناحية لأهميتها في حسم المواجهات الصعبة، خصوصاً أن الموسم ما زال في بدايته.
كووورة