بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
زين العابدين يقدم شكوى ضد صحفي ،و قائد الجيش يصرف الملايين فى حفل زفاف ابنه،و هو ما ولد حملة شعبية و رسمية ضد ذلك المسار من البذخ،و أخيرا رئيس البرلمان يشترى نادى تجكجة و يحول اسمه ،و يقال بأن نجله هو من اشترى النادى ،و قد عرف ولد باي بكلمته،المثيرة للسخرية،"متليت آن و متلات موريتان".
هذا مع خبر استشراء الفساد بالمليارات فى إداراتنا، و ما يطفو من خبر المليارات المنهوبة،و من هنا و هناك،فهل هان المال العام لهذا الحد،و أضحى عنوانا للبذخ و الترف و الكماليات،مقابل جوع السواد الأعظم و مرضه ؟!.
مثل هذه الأجواء استفزت الكثيرين،و حتى الجهة الرسمية،ممثلة فى رأس النظام، ولد غزوانى،لم تستطع تجاهل خطورة جو البذخ،فدعا فى مجلس الوزراء فى وقت سابق للابتعاد عن البذخ،و هو ما ولد حملة فى ذلك الاتجاه،المنتقد للبذخ و التبذير،كما أن إصرار زين العابدين على خلق أجواء متوترة مع بعض الإعلاميين،و التوجه للقضاء بسبب أبسط فوكال أو تدوينة،هذا لا يخدم الوسطية و لا الاستقرار و لا اللحمة الإيجابية بين الناس.
و لعل حق الرد المفحم،إن كان موجودا ،قد يكفى بدل هذا التسارع للمرفق القضائي،ضد الصحفيين!.
و مثل هذه الشخصيات الاعتبارية ارتباطها بمثل هذه التصرفات يدعو للقلق على الجو العام و مسار الشأن العام.
فحين يمتعض الرأي العام و يصرح الرئيس نفسه ضمنيا،ضد بذخ قائد الجيش،فهذا يعنى شيوع التلاعب بالوسائل المتاحة،التى أخرجت و عينت نظريا، لأوجه صرف غير هذا.
و رغم تحرك سابق لبعض أصهار الرئيس الحالي رغبة فى استغلال النفوذ،خصوصا فى القطاع العقاري،إلا أن الرئيس غزوانى منذو توليه للحكم ،بصورة مباشرة،لم يؤثر عنه استيلاء مثير على المال العمومي،و على أركان حكمه مساندته فى توجه حماية و ترشيد المال العام،و إن كان الرائج استنزاف البيضة العمومية و هدرها !.
إن المال عصب الحياة و الفقراء المغبونين تستحق نفسياتهم مراعاة و حقوقهم أداءً و لفتة حقيقية ملموسة.