ونحن في أيام الحج تذكرت هذا الشعر الجميل:بين المختار ولد حامد وبين الشيخ إبراهيم انياص علاقات وطيدة.. استمع المختار مرة إلى الشيح إبراهيم انياص وهو يروي قصة حجته الأولى فصاغها في نظم رجزي جميل.
كما التقيا بعد ذلك في موسم الحج وكانا مشاركين في الوقت نفسه في مؤتمر لرابطة العالم الإسلامي.
وقد أنشد المختار في الشيخ إبراهيم هذه السريعية الجميلة وقد زاره في مدينة الشيخ كولخ:
الشيخُ إبراهيمُ في المؤتمرْ ۞ وفى مُقَامِ الحج والمعتمرْ
وفى مَقَامِهِ وفى مروةٍ ۞ وفى الصفا وفى استلام الحجرْ
فالمشعرِ الحرامِ في ليلِهِ ۞ وفى منىً أيامَ رمي الجِمَرْ
وفى المدينةِ وأرجائِها ۞ فذي الحليفة فبدرٍ قمرْ
والشيخ إبراهيم أيضا قمر ۞ في مصر والشام ومُدنٍ أخرْ
يُقيم أو يمر نورُ الهدى ۞ حيث أقام الشيخ أو حيث مرْ
يقبِس أهلُ البدو من نوره ۞ ومنه يقتبس أهل الحضرْ
وجوده شذرْ مذرْ في الورى ۞ يكاد فيهم .عائلا لا يذرْ
وعلمه أيضا شَذرْ فيهم ۞ مَذَرْ كما الجودُ شَذَرْ أو مذرْ
وإن يقمْ فيهم خطيبا يقلْ ۞ ما يُخجل التبرَ ويُخزي الدررْ
من خُطبٍ في القلب ولاَّجةٍ ۞ ما لا تَوَلَّجٌ حِدادُ الإبرْ
في دعوةٍ إلى سبيل الهدى ۞ يَهدي بها الله قُلوبَ البشرْ
لا يسمعُ الشيطانُ إلقاءَها ۞ إلاَّ وأدبر وولَّى وفرْ
تَوجَّهُ الجموعُ تِلقاءَها ۞ عفواً وتنساقُ إليها الزُّمرْ
تُصغي إليها شذرةً شذرةً ۞ تٌشنِّفٌ الآذان تلك الشَّذَرْ
وحظ واعِها وقُرائها ۞ نورُ البصيرة ونور البَصَرْ
فيصبحُ الفاجر من فضلها ۞ بَراً ويُمسي البَر يُدعى الأبرْ
يا وارثًا في الخوف من ربه ۞ عُمرْ وفي البِرِّ عليًا فَبَرْ
يا سالكَ الطرْقِ التي ينتهي ۞ منها إلى عين اليقين السفرْ
يا بهجةَ العصر الذى زانه ۞ أحسن مما زان نَوْرٌ
شجرْ يا من عطاياه وآلاؤه ۞ تُحْيَى بها فينا ليالي السمرْ
ويخبر البدوُ بها والقرى ۞ ناوينَ معنَى كائنٍ واستقر
عوَّدتني في كولخٍ عادة ۞ مرَّت عليَّ مرَّةً بعد مرْ
كنتُ تعللتُ بآثارها ۞ عن زيدِ زيدٍ وعطايا عمرْ
فقلتُ يُغني الله عن دَرِّ ذا ۞ ودَرِّ ذلك ويأتي بِدَرْ
فنابَ عن عشرةٍ واحدٌ ۞ وشاعَ الاستغنَا بحادي عشرْ
واليوم إذ عاينتكم ها هنا ۞ فلستُ بعد العين أقفو الأثرْ
من أمَّكم لرغبةٍ فيكمُ ۞ يظفرْ وأياً تنصروهُ انتصرْ
عمرك الله لنا مرشدا ۞ ودام عزكَ لنا واستمرْ
وسامحوني إنها عَثرة ۞ من ذي مُروءة مَدينٍ عثرْ
.ما انفكَّ ينهلُّ عليه الندى ۞ منكم كما ينهلُّ ماءُ المطرْ
ولم يزل يشكركمْ كُلما ۞ جددَ منكمُ عطاء شكرْ -
الوطن