بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
أعلن فى باريس عن نشاط سياسي معارض يضم ولد عبد العزيز و بعض المواطنين المقيمين فى الخارج من بينهم شخصيات من حركة إفلام ،المثيرة للجدل،و قد أثار هذا الإعلان رد فعل السلطة الموريتانية ضمنيا،من خلال بيان صادر عن حزب الإنصاف،لم يبارك إطلاقا هذا الإعلان،بل ذكر عزيز بملفه المعروض أمام القضاء و ضرورة التفرغ لذلك، و أشار لمخاطر إفلام على الوحدة الوطنية.
و لعل ما أقدم عليه ولد عبد العزيز يدل على إصراره على خوض غمار العمل السياسي و الانتقام من حليفه السابق و رفيق دربه غزوانى،غير أن البعض قد يتساءل، لماذا يصر عزيز على كل هذا المنحى المثير للجدل،على رأي البعض،ألم تكن مرحلة عزيز فى الحكم موصومة باستغلال النفوذ البشع، من قبل عزيز و بعض مقربيه،نجم عن ذلك ظهور ثروة ضخمة لدى عزيز و بعض المقربين منه عائليا و سياسيا،و قد أمضى ما أمضى فى السلطة،من وقت غير قليل و قدم ما رآه مناسبا،و كان الأنسب له ترك المجال لصاحبه، الذى دعم ترشحه و نجح فى كسب المعركة،بغض النظر عن ما يمكن أن يدعي منافسوه،و لتكريس الاستقرار السياسي و أجواء الهدوء و الانسجام النسبي فى الوطن الهش،كان عزيز حريا بالتعقل و العمل على حفظ علاقات إيجابية مع صديق الأمس،لكنه اليوم اختار طريقة و منهجية"أنا أو الطوفان".
يا عزيز هل تستطيع افلام أن تحرك طوفانا أكثر مما حركت من قبل؟!،و هل تظن لك وزنا سياسيا او لها يخولكم ذلك؟!،أم تظن الموريتانيين، بمختلف مكوناتهم السياسية و العرقية و الشرائحية،تاركين وطنهم للتفتت و التمزق،ليحقق من ركب رأسه ما يتوق له من أحلام انفصالية أو تخربيية أو غيرها؟!.
و هل تظن أن افلام القديمة هي نفسها افلام فى الوقت الراهن،أليست لها مراجعات لمسارها و انتباه لخطورة العنف و وعي لضرورة الشراكة و التعايش،من أجل وطن واحد موحد؟!.
إن موريتانيا وطن للجميع،و ليست للقوى الموالية وحدها دون المعارضة،و على الجميع الحرص على الهدوء و الاستقرار السياسي و تكريس التفاهم و التقارب،ما استطاعوا لذلك سبيلا.