نواكشوط – «القدس العربي» كل الإهتمام الآن في موريتانيا منصب حول كبش العيد أو الأضحية، وذلك منذ أن أعلنت لجنة مراقبة الأهلة أن عيد الأضحى أو «العيد الكبير» كما يسمى هنا، سيصادف اليوم الأحد.
ويتنافس باعة المواشي كل حسب مهارته وخبرته، ويصاب الزبناء المشترون بالإرهاق والإجهاد بسبب التجوال من سوق إلى سوق ومن قطيع لقطيع.
ويحرص الموريتانيون وجيرانهم السنغاليون على اقتناء الأكباش في عيد الأضحى والتفاخر بها..وبقدر ما كان كبش الأضحية ضخما طويل القرون وتام الصورة أبيض اللون بقدر ما كان لصاحبه مكانة عظيمة يوم العيد.
وإذا كان الموريتانيون يشترون أضاحيهم قبل العيد بيوم أو يومين فإن من السنغاليين من يشترون خروفا صغيرا ويتولون على مدار السنة تربيته بعناية والسهر على تسمينه وربطه داخل المنزل إلى يوم العيد.
ويسود الإعتقاد بأن الكبش المربوط بالمنزل يحفظ أفراد الأسرة من العين لإن سموم عيون الزائرين سيمتصها الخروف عند الدخول.
ويتولى صاحب الأضحية العناية تربية أضحيته ومنهم من يخصص لها كل أسبوع حماما بالصابون، أما يوم العيد فإن الأضحية تعطر لكونها مقدمة لفداء نبي الله إسماعيل.
ويعتقد الكثيرون نقلا عن آثار نبوية أن الأضاحي التي يتقرب بها إلى الله تعالى هي مطايا أهلها يوم القيامة، ويردد الكثيرون قول الرسول عليه السلام «عظموا ضحاياكم فإنها على الصراط مطاياكم»..
ولترسخ عادات الحرص على اقتناء وذبح الأضحية ترتفع أسعار الخراف في أسواق المواشي على مستوى العاصمة نواكشوط التي تنقل إليها آلاف الأكباش من قرى الداخل، أما الأسعار في المدن الداخلية القريبة من مراكز تنمية المواشي فالأسعار معقولة.
وحسب ما لاحظه مندوب «القدس العربي» خلال جولة له في أسواق المواشي جنوب العاصمة نواكشوط ، فإن أسعار الأضحية الجيدة حسب المواصفات يصل إلى 80 ألف أوقية موريتانية (حوالي 266 دولارا). يقول محمد ولد سيدي سالم»..لا بد لي من أشتري أضحية، ولا أريد الرديئة بل السمينة لكن سعر الأضحية يساوي مبلغ راتبي لشهر ونصف».
أما البائع ميساره ولد بلخير فيدافع عن الأسعار ويؤكد أن «الخراف تستجلب من مكان بعيد وينفق عليها الكثير».
ومما رفع أسعار الخراف في موريتانيا تصديرها لـ 700 ألف خروف نحو جارتها السنغال، وهو أمر انتقد بقوة على المستوى المحلي لكونه قلل المعروض في الأسواق الموريتانية.
ويفضل السنغاليون خراف موريتانيا لكونها أضخم من خرفان السنغال الصغيرة وهم يبذلون الغالي والنفيس للحصول عليها.
أما يوم العيد فيذبح المضحون خرافهم وتبدأ أدخنة الشواء تبعث من المنازل فالكل يسلخ لنفسه ويشوي لنفسه فليس هناك في يوم العيد عمال لتولي هذه المهام إذ أن الجميع في أجواء العيد بعيدا عن مواقع العمل. ومن أغرب عادات الأفارقة في عيد الأضحى أن المضحين لا يأكلون يوم العيد سوى المصارين والكروش أما بقية اللحم فيمنع أكله قبل اليوم الثاني للعيد، ولهؤلاء في هذه العادة تجارب كثيرة منها أن أكل المصارين يوم العيد يورث طول العمر وصحة البدن. ويصوم المضحون في موريتانيا صباح يوم العيد حتى تذبح الأضاحي فيفطرون وقت الضحى على قطعة من الكبد؛ ويؤكد الفقهاء أن صوم هذه الفترة القليلة من صبيحة يوم العيد يعادل صيام ستة آلاف سنة.
هكذا بدت أجواء عيد الأضحى في موريتانيا والسنغال وهكذا يختلط الدين في هذه المناسبة، بالتجارب العجيبة والعادات الغريبة.