إن ما يحدث من حملات سياسية و إعلامية متعلقة بمركز طمر القمامة الموجود في "تفريت" ليسترعي الانتباه. وإن المتتبع للأحداث المتعلقة بمركز طمر القمامة بتفريت، يمكنه أن يخلص ببساطة إلى أن الحملة التي يشنها البعض على المجموعة الحضرية ما هي إلا حملات مشبوهة.
فكيف لمكب كان يستخدم نفس الاستخدام من طرف "بيزرنو" وهي شركة أجنبية، أن يسبب كل هذا الصخب الإعلامي، والإضرابات و المظاهرات و الإعلانات الحزبية.
إنه من الأكيد،أن بيزرنو قد باشرت عملية الطمر في تفريت سنة 2007، حيث قامت الدولة بتجهيز مركز تقني لذلك، الذي كان بعيدا كل البعد عن أي مسكن كما أن الدولة لم تعطي أي قطعة لأي كان في المجال الذي يبعد 20 كلم في كل الاتجاهات عن المركز المشار إليه، زد على ذلك أن اجمالي كمية القمامة التي طمرت من طرف بيزرنو بلغت أزيد من: 2.160.000 طن في الوقت الذي تعتبر الكميات التي طمرت من طرف المجموعة الحضرية من مايو2014 ( تاريخ حل العقد مع بيزرنو) 96 ألف طن فقط من القمامة ، كما أن البيان الذي نشرته المجموعة الحضرية يذكرنا جميعا أن تقنيات الطمر هي نفسها و أن المكب هو نفسه فكيف لسكان كانو صامتين بين 2007 و 2014 أن ينتفضوا انتفاضة بعد أخذ المجموعة الحضرية بزمام الأمور.
وقد قيل بأن القمامة متناثرة على الطرق المؤدية إلى تفريت و لم تطمر في الأماكن المخصصة لها، وهو ما يعتبر افتراء، إذ أنه حاليا لا توجد أي قمامة خارج المكب المخصص لها في تفريت، وإن هذا الافتراء لمردود عليه من باب المنطق، إذ أن الأطراف المؤجرة لنقل القمامة من طرف الهيئة الحضرية، يدفع لها مقابل كل طن مفرغ في مركز الطمر التقني المذكور، و كيف لمؤجر عاقل أن يقوم بتفريغ قمامته في أماكن لا تستوجب حصوله على وصل يمكنه من استرجاع مستحقاته؟! ، إذ أنه من الملزم عليه تفريغ القمامة وفقا لتنقيط المصالح المختصة المتواجدة في مركز الطمر التقني.
و من المفارقة أن المساحة المخصصة لطمر القمامة، قد منحت لمجموعة انواكشوط الحضرية، منذ سنة 2004، بموجب مقرر رقم: 95 من وزارة المالية، وذلك بعد دراسة من وزارة البيئة و الوزارات المعنية، التي أكدت أنها، المنطقة المناسبة لهذه العملية، وكانت آن ذاك خالية من السكان.
باختصار، هذا الحدث يستوجب التساؤلات التالية:
لماذا عند ما كانت المجموعة الحضرية تابعة للمعارضة منذ 2007، لم تحرك هذه الجهات أي ساكن؟ وهل هذا الصخب و الحراك ما هو إلا عملية سياسية موجهة إلى المجموعة الحضرية لا لشيء، إلا أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية هو الذي يترأسها؟