الدراما الموريتانية: تحول فني يخطف الأنظار في شهر رمضان

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
ثلاثاء, 2023-04-11 08:41

كما هو الحال كل عام، يشكل شهر رمضان المبارك فرصة للمنتجين والممثلين وأصحاب المواهب الموريتانية لإبراز قدراتهم الفنية من خلال الأعمال الدرامية، حيث يتواصل منذ بداية الشهر عرض مسلسلات موريتانية، حظيت بنسب مشاهدة معتبرة على القنوات المحلية، وساعدت الموريتانيين في عزوفهم عن المسلسلات المصرية والمدبلجات التركية.

ربيع العمر

وحظي مسلسل «ربيع العمر» من إخراج ناجي سيدي، وتأليف وسيناريو الصحافي الربيع ولد إدومُ، بنسب مشاهدة عالية، لما يعالجه من قضايا مجتمعية تمس الواقع الموريتاني في الصميم، وخاصة التفكك الأسري والزواج العرفي إضافة لمعالجة العنف ضد المرأة والاغتصاب وما إلى ذلك.
ويتناول مسلسل «ربيع العمر» قضايا اجتماعية متعددة، ويسرد قصة معاناة أسرة فقدت معيلها، مخلفا أرملة وشابة ومراهقا في مواجهة قسوة الحياة في العاصمة، والمسلسل من بطولة الممثلة آمي، التي تجسد شخصية «الطعين» والتي نالت إعجاب الجمهور على شبكات التواصل الاجتماعي، وتفاعل مع مشاهدها وانفعالاتها.
وخطف المسلسل الدرامي اهتمام الجمهور الرمضاني، حيث استطاع جذب أنظار المشاهدين في أولى حلقاته التي عرضت على قناة «الأسرة» متفوقا على باقي الأعمال المعروضة خلال هذه الأيام عبر القنوات والمنصات الوطنية، ونجح المسلسل في إثارة نقاش وجدل حول مضمونه وحبكته وأداء الممثلين فيه والقضايا التي عرضها.
وأكد الربيع ولد إدومُ كاتب سيناريو «ربيع العمر» في تصريح لـ «القدس العربي» أنه «ليس الهدف من مسلسل ربيع العمر منافسة الإنتاج المحلي، فهو بداية لرفع سقف الإنتاج الوطني، كما أنه استجابة لذائقة جمهور أنهكه التكرار وطحنته السخافة». وقال «المسلسل محاولة لبناء جسر متين، للخروج بالدراما الموريتانية من عنق الزجاجة».
وأضاف: «أعتقد ان دراما الإنتاج الرمضاني في موريتانيا وقعت ضحية للمقاولات الناتجة عن الزبونية، لذك يتم إغراق الشاشات بالأعمال السطحية التي لا تقدم للجمهور ما يتوق إليه من أعمال يفترض فيها النضج».
مع ذلك، يضيف الكاتب، يمكن القول «إننا أمام حالات من الخروج عن نص التفاهة تحاول فيها الساحة أن تقدم الجديد، ورغم أن هناك حالات فشل للأعمال الجديدة إلا أن بعض الأعمال بدأت ترى النور وتعالج قضايا المجتمع وترفع سقف وقيمة الإنتاج الدرامي في رمضان».

الإضحاك والوجع الاجتماعي

ويرى الكاتب الصحافي الشيخ معاد سيدي عبد الله «أن الزخم الذي رافق ما تم بثه لحد الساعة من مسلسل ربيع العمر، يؤكد حقيقة أن سوق الكوميديا عندنا بدأت تنفق، وأن المشاهد لم يعد مأخوذا بمحاولات إضحاكه».
وأضاف «أن المشاهد لديه مشاكل اجتماعية كثيرة، والدراما الوطنية ما زالت بكرا، ولدينا منجم درامي كبير يمكن أن تنتج منه عشرات المسلسلات»،مشيرا إلى «أن مسلسل ربيع العمر ليس أحسن تصويرا أو مكانا من بقية المسلسلات (أحيانا يكون مصورهم نفس الشخص) وإنما مرد إعجاب الناس به أنه مسَّ وجعاً اجتماعيا معروفا يضاف إلى ذلك أن فريقه من أفضل الممثلين في الساحة الوطنية».
وعلق الإعلامي الحسن لبات على «ربيع العمر» قائلا «أبدع القائمون على المسلسل في رسم صورة مجسدة عن واقع معاناة الطبقات المطحونة، ولكنهم جانبوا الصواب من وجهة نظري، عندما بالغوا في نقد المظاهرات، وفي نقد المدونين ووصفهم بأوصاف غير لائقة.»
وأضاف: «أظن أن التعميم في الأعمال الدرامية لا يليق.. فعلا هناك مظاهرات تقف وراءها أطراف مخربة، ولكن في المقابل توجد مظاهرات تنبع من مطالب شرعية، كما أن المدون ليس بالضرورة ذلك الشخص الحقود، الذي يكتب تدويناته بناء على مواقف شخصية».
وزاد: «عموما، العمل ممتاز من حيث التصوير ورائع، التمثيل محبوك السيناريو، وأظن النواقص المذكورة أعلاه جاءت بضغط من الوزارة الوصية، ورضخ لها كاتب السيناريو باعتبارها من إكراهات الإنتاج».

شيخ الدشرة

ومن المسلسلات الدرامية التي تحظى هذه الأيام باهتمام واسع في موريتانيا مسلسل «حمل اجماعه» للمخرج زيدان فراح الذي استطاع هو الآخر أن يبرز للرأي العام معاناة الأسرة الموريتانية بطريقة مختلفة شيقة تتسم بالموضوعية في الطرح والجودة في الإخراج.
ومن بين المسلسلات المعروضة حاليا خلال الشهر الفضيل: «مستر عبدات» «شيخ الدشرة» و«دحدوح» وهي إنتاجات درامية محلية تعالج معظمها كما ذكرنا آنفا، قضايا اجتماعية، لكنها تتفاضل من حيث الجرعات الكوميدية، ولكل من هذه المسلسلات جمهوره الخاص.
وشهدت الدراما الموريتانية مؤخرا طفرة نوعية وتطورا ملحوظاً على مستوى كتابة السيناريوهات والحوارات، كما شهدت تطورا على المستوى الفني حيث أصبحت الصورة والصوت في الأعمال الفنية تتميز بحسن الجودة، وكذلك على مستوى المونتاج والغرافيك ما جعلها أكثر إقناعا لدى المشاهدين الذين أصبحوا يتابعونها اليوم بشكل كبير.

عبد الله مولود

نواكشوط ـ «القدس العربي»