يحتل الأرز الأبيض مكانة بارزة في قوائم الأطعمة المفضلة لدى الكثير من الأشخاص حول العالم، حيث يُعتبر رمزًا للطعام الشهي والمشبع. ومع ذلك، فإن قلة الوعي لدى البعض حول التأثيرات السلبية التي يمكن أن يسببها الأرز الأبيض على صحة الجسم قد يكون مثار قلق.
في الواقع، يعد تناول الأرز الأبيض بشكل مفرط أو يومي قد يتسبب في بعض المشاكل الصحية. أحد هذه التأثيرات السلبية هو نقص الألياف الغذائية، حيث يخضع الأرز الأبيض لعملية التكريب التي تزيل الألياف الغذائية الطبيعية الموجودة في الأرز البني. وتعد الألياف الغذائية أمرًا ضروريًا للجهاز الهضمي وصحة الأمعاء، وقد يؤدي نقصها إلى مشاكل هضمية واضطرابات.
الأضرار التي سببها تناول الأرز
التسمم الغذائي
ad
تناول الأرز قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي. يحتوي الأرز غير المطبوخ على بكتيريا الباكيلوس سيريوس (Bacillus cereus)، وهذا النوع من البكتيريا يمكن أن يسبب التسمم الغذائي. حتى بعد طبخ الأرز، قد لا يتم القضاء على هذه البكتيريا بشكل كامل. إذا تم تخزين الأرز المطبوخ بشكل غير صحيح، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نمو البكتيريا وإفراز السموم، مما يسبب تسممًا غذائيًا واضطرابات هضمية مثل الغثيان، والإسهال، والتقيؤ.
مع ذلك، فإن معظم الأعراض التي تنجم عن التسمم الغذائي بسبب الأرز تكون طفيفة وتزول في غضون فترة قصيرة، عادة خلال 24 ساعة. قد تظهر هذه الأعراض في غضون 1-5 ساعات بعد تناول الأرز الملوث بالبكتيريا.
لتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، من الضروري التأكد من طهي الأرز بشكل جيد وتخزينه بشكل صحيح. يُنصح بتبريد الأرز بسرعة بعد طبخه وتخزينه في الثلاجة عند درجة حرارة منخفضة. يجب تجنب ترك الأرز المطبوخ في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة.
مادة الزرنيخ في الأرز
يحتوي الأرز على مادة الزرنيخ التي تعتبر سامة. تتراكم هذه المادة في الأرز بشكل أكبر مقارنة بأنواع أخرى من الحبوب، وذلك بسبب طريقة زراعة الأرز التي تتطلب وجود النبات في الماء لفترات طويلة، وهذا الماء قد يكون ملوثًا بالزرنيخ.
تناول الأطعمة التي تحتوي على الزرنيخ يمكن أن يؤدي إلى تسمم الزرنيخ وحدوث مضاعفات صحية عديدة، بما في ذلك:
- زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والنوبة القلبية.
- تلف الأعصاب وخلايا الدماغ، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات حادة وتأثير سلبي على الوظائف العقلية والحركية.
- مضاعفات خاصة بالحوامل، مثل وفاة الجنين أو تأثير سلبي على نموه وتطوره.
للحد من تعرضك للزرنيخ، يُنصح بشراء الأرز من مصادر موثوقة والتحقق من جودته. كما يمكن غسل الأرز جيدًا قبل الطهي للتخلص من أي مواد ملوثة، وتطبيق أساليب الطهي الصحية وتخزين الأرز بشكل صحيح. يجب تجنب تناول الأرز المعد بطرق غير صحية أو المأكول في المطاعم غير النظيفة.
التأثير على مرضى السكري
يوجد بعض الأبحاث التي تشير إلى أن تناول الأرز الأبيض، بخاصةً بكميات كبيرة وبشكل متكرر، يمكن أن يرفع من فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني والسكري الحمل. يترجع ذلك إلى أن الأرز الأبيض لديه مؤشر غلايسيمي عالٍ، وهو مؤشر يقيس تأثير الأطعمة على ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناولها. قيمة مؤشر غلايسيمي تزيد عن 65 تعتبر عالية.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الأرز البني يمكن أن يكون خيارًا أفضل للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تنظيم مستويات السكر في الدم. يحتوي الأرز البني على مستويات أعلى من الألياف مقارنة بالأرز الأبيض، والتي يمكن أن تكون لها تأثير إيجابي على تنظيم سكر الدم.
التأثير على قدرة الجسم على الامتصاص
يحتوي الأرز البني على حمض الفيتيك الذي يعتبر مركبًا كيميائيًا يمكن أن يقلل من قدرة الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية الضرورية مثل الحديد والزنك والكالسيوم.
حمض الفيتيك يتفاعل مع هذه العناصر الغذائية ليشكل مركبات غير قابلة للامتصاص بشكل فعال في الجسم. هذا يعني أن الأرز البني، إذا تم تناوله بشكل كبير ومتكرر، قد يؤثر على امتصاص هذه العناصر الغذائية وقد يسبب نقصًا في توفرها في الجسم.
تناول الأرز يزيد خطر الإصابة بمتلازمة الأيض
بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الأرز بانتظام وعلى المدى الطويل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الأيض. متلازمة الأيض هي حالة صحية تتعلق بخلل في وظائف الأيض والهضم في الجسم، وقد تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات الدهون في الدم (مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية)، وزيادة مستويات السكر في الدم خلال فترات الصيام.
ترتفع فرصة الإصابة بأمراض أخرى مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية بسبب تلك المشاكل الصحية المذكورة.