ربما يحمل التشكيل الوزاري الذي أعلنت عنه رئاسة الجمهورية ظهر اليوم رسائل متعددة يتضح منها حرص الرئيس ولد الغزواني على المزج بين الكفاءات والوزن السياسي، ويظهر ذلك جلياً في انتقائه وجوها شابة متميزة، كل في مجاله في الإطار العام، بالإضافة إلى عناصر الخبرة والنجاعة في العمل الميداني الحكومي والسياسي..
مبدأ العقوبة والمكافأة كان حاضرا، سياسياً، حيثُ أعيدت الثقة في أغلبُ الوزراء الذين أداروا حملات انتخابية ناجحة في نواكشوط، ويتعلق الأمر أولاً بمهندس العمليات الانتخابية، بشهادة أعدائه، وأنا منهم، قبل أصدقائه: المختار ولد اجاي..
تم تفصيل منصبه الجديد على مقاسه، إذ تم استحداثُ منصب وزير مكلف بديوان رئيس الجمهورية، وهي المرة الثانية في تاريخ الجمهورية، حيث أسند المنصب ذاته للوزير الأول السابق سيدي محمد ولد ببكر، وربما للدواعي ذاتها ( الخبرة والديناميكية من جهة وحضور اجتماعات مجلس الوزراء، ومتابعة النشاط الحكومي عن كثب).
أعيدت الثقة في كل الوزراء الذين أداروا حملات في نواكشوط (ولد محمد امبادي، ومنت أحمدناه، ومنت انتهاه، وولد أعمر طالب) وربما سيلحق بهم وزير الثقافة في منصب حكومي مهم، إن لم يكن قد تأثر بهزيمة حزب الإنصاف في ألاك على يد لائحة من شيعته.
الناها منت مكناس، بمبدأ المكافأة استحقت مقعدها الوزاري، فهي شريكة في دعم برنامج رئيس الجمهورية، وحزبها UDP جاء في الترتيب الثاني في أحزاب الأغلبية والثالث وطنياً (بفرق نائب واحد عن حزب تواصل المعارض) كما أنها تتمتع بتجربة تسيير، وقد كبير من الأخلاق، ونظافة اليد.
مبدأ المكافأة السياسية بالتأكيد هو سبب إعادة الثقة في الوزير المختار ولد داهي، وكأن حزب الإنصاف يريد أن يقول للمغاضبين، بلغة أستاذي الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود:"ما لَكُمْ تَكَأْكَأْتُم على ولد داهي تكَأْكُأكُم على ذِي جِنَّةٍ؟ افْرَنْقِعُوا عنه"..
تقول رسالة حزب الإنصاف: إن ولد داهي لم يتول يوم الزحف، وقد هُزمَ بشرف (لحميّه تغلب السبع)..
هناك رسائل من هذا القبيل في الحوض الشرقي أيضاً مفادُها " من ليس معنا فهو ضدنا".
الرسالة الموجهة للترارزه واضحة أيضاً: "انضباطكم الكاسح مشكور.. وزيركم الأول باقٍ"..
من صفحة عبد الله اتفغ المختار