دخلت موريتانيا مع الدقائق الأولى لحدوث المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وتسببت باستشهاد 500 فلسطيني، في حداد عام مع تنكيس للأعلام.
وانفجرت موجة غضب واستنكار غير مسبوقة وتتالت بيانات التنديد والشجب والاستنكار حاملة أسمى معاني المؤازرة والتضامن مع الفلسطينيين ضحايا الظلم والاستبداد.
وبالتوازي مع هذه المواقف، واصل مئات الموريتانيين والموريتانيات من مختلف الأطياف والأعمار تظاهرهم أمام السفارة الأمريكية غربي العاصمة نواكشوط، محملين في شعاراتهم المزمجرة، نظام بايدن «الصهيوني» حسب وصفهم، كامل المسؤولية عما يجري في غزة من مذابح على يد زمرة الاحتلال الصهيونية المجرمة. وعبرت الجمهورية الإسلامية الموريتانية في بيان رسمي «عن إدانتها واستنكارها للجريمة البشعة والمجزرة المهولة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية هذا المساء بقصفها لمستشفى المعمداني في غزة، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى من النساء والأطفال والمدنيين العزل».
وطالبت الحكومة الموريتانية في بيانها «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية وفرض الوقف الفوري للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية العاجلة له».
وأعلنت الحكومة الموريتانية «عن الحداد الوطني على أرواح شهداء هذه المجزرة الأليمة وكذا عن تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام في عموم البلاد».
وأكد الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة «إكس» أنه «ككل الموريتانيين يتألم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وحصار وتشريد».
وأضاف: «إذا لم يتدارك عقلاء العالم وأصحاب الضمائر الحية ما يحدث من فظائع في فلسطين؛ فستكون جريمة اليوم آخر مسمار يدق في الثقة بالعدالة والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية».
ودعت هيئة العلماء الموريتانيين، والاتحاد الوطني لأئمة موريتانيا في بيان صادر عنهما، إلى «وقفة تضامنية كبرى مع الأهل في قطاع غزة، احتجاجاً على حادثة مستشفى الأهلي المعمداني».
وأشار البيان «إلى أن الدعوة لهذه الوقفة جاءت بعد التشريد والتنكيل وحادثة مستشفى الأهلي المعمداني بغزة الصامدة، وما يعانيه الأهل من بطش العدو بهم ومناصرته من قوى السوء والبغي والطغيان».
وفي موقف غاضب آخر، دان حزب تكتل القوى الديمقراطية، في بيان له الأربعاء، جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الأشقاء بفلسطين، وطالب بوقفها فوراً.
ودعا الحزب، وهو أعرق أحزاب المعارضة الموريتانية، في بيانه، جميع «أحرار العالم إلى الخروج للشوارع تنديداً بهذه الجرائم البشعة، والتبرع للأشقاء بفلسطين، والوقوف معهم حتى انتهاء محنتهم».
وطالب الحزب الذي يرأسه أحمد ولد داداه «الدول التي تشترك الحدود مع الأشقاء في فلسطين بفتح المعابر فوراً، ودون أي تأخير، لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل للمحاصرين بغزة».
وأشار إلى «أن قوات الاحتلال الصهيونية قصفت مستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة المنكوب، وهي بحق جريمة إبادة مكتملة الأركان ضد الإنسانية، كما أنها جريمة غير مسبوقة» لافتاً «إلى أنها تشكل استمراراً خطيراً لأنواع الجرائم والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني».
واستغرب الحزب من «الدعم المطلق للاحتلال الذي توفره قوى دولية، تتشدق بالقيم الإنسانية، وتتقمص دور شرطي العالم، حيث دمرت هذه القوى دولاً بتهم دعم الإرهاب، وحاكمت رؤساء وأعدمتهم بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهي تدعم اليوم بسخاء الأوكرانيين، باعتبارهم دولة محتلة، لشعبها الحق في الدفاع عن وطنه، وفي نفس الوقت تحشد الدعم العسكري، وتقدم غيره بسخاء للاحتلال، وتصنف المقاومة الفلسطينية على أنها حركة إرهابية، كما أنه لا يسمع لتلك القوى الدولية أي صوت حين ترتكب أنواع الجرائم بحق الفلسطينيين».
وفي إطار هذه الهبة التي تشهدها موريتانيا حالياً، دعا الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني «الشعوب العربية الإسلامية إلى أن تنتفض نصرة لأهل غزة، فيما وجه تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطيني ولأهل غزة خاصة» مؤكداً له اليوم «أنهم يسطرون اليوم ملحمة استثنائية ثباتاً على مبادئهم، وتمسكاً بحقهم ورفضاً للتهجير عن أرضهم».
وأكد الرباط «رفضه تواطؤ المنتظم الدولي على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني» مستنكراً «موقف الأنظمة العربية والإسلامية وخذلانها لأهل غزة في ظل ما يتعرضون له من حرب إبادة بمشاركة من القوى الغربية الحاقدة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية».
ودعا الرباط «الشعب الموريتاني بمختلف توجهاته وتشكيلاته إلى أن يهب مؤازرة لأهل غزة ودعماً لصمودهم إعلامياً وسياسياً وشعبياً» مذكراً «بأن جيش الاحتلال الصهيوني الإرهابي يواصل للأسبوع الثاني على التوالي إبادته الشاملة لقطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد على 17 سنة».
وأضاف «أن عصابات الجيش الصهيوني لم تكتف بدك غزة على رؤوس ساكنيها بأفتك الأسلحة المحرمة دولياً في حرب أتت على الأخضر واليابس، ولم تعرف البشرية لها مثيلاً، بل تجاوزت كل ذلك وتمادت في عربدتها موغلة في سفك دماء شعبنا المقاوم عبر ارتكاب مجزرة بشعة وبربرية بقصفها المتعمد للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة مما خلف سقوط 500 شهيد ومئات الجرحى».
عبد الله مولود
نواكشوط ـ «القدس العربي»: