كلمتان نستعملهما، البعض يظن أنهما بمعنى واحد وأعتقد أنهما لمعنيين متشابهين ومختلفين.
متشابهان لأنهما يصأن بمصلحة العدو أو المستعمر ومختلفان لأنهما:
الجاسوس مرتبط بوظيفة وراتب، يتقصى الأخبار وينقلها، وإذا قبض عليه يحكم غالباً بالإعدام ويشترط في الجاسوس أن يكون ذكياً، وأول من أطلقت عليه هذه الصفة بريطانيا (Intelligent Services) ومتعلماً وجريئاً لا يسكر ولا يقامر وليس ثرثاراً.
أما العميل فليست له وظيفة مرتبطة بمرتب، ولا يشترط فيه الذكاء والتفوق والجرأة. بل بالعكس قد يكون جأناً كسولاً محدود الذكاء يريد الوصول بأسهل الطرق لأنه يعجز عن بلوغ المكانة التي يرجوها بكفاءته.
لا يمكن القبض عليه ومعاقبته كالجاسوس، لأنه لم يفعل شيئاً. هو ببساطة وصولي مهمته ليكبر، تأخير من يستحق التقدم (في الدول النامية غالباً) وإطلاق الإشاعة المسيئة على المحايدين والموهبين والنزيهين وإفشال المشاريع التجارية والثقافية والزراعية والصناعية حين تكون تحت رعايته، مغفورة له جرائمه إذا قتل أو سرق أو أختلس لأنه مغطى من شبكة تحميه، فلا يحاسب لأن الذنب دائماً ليس ذنبه وأنه لم (يعمل) شيئاً خطأ.
هو مدّرس كسول لا يهتم بتربية وتعليم طلابه يقدّم المتأخر ويؤخر المتقدم بعذر ما.
هو موظف كبير يسمح بدائرته بالتواني والفوضى والرشوة.
وهو عاطل يطلق الإشاعة مرة فلا يعرف قائلها.
هو منافق بوجهين يدعي الوطنية ولا يخدم الوطن عملياً. هو أي أنسان يتحمس للباطل و لا يحكم المنطق. هو دائماً محمي من شبكة تضم أمثاله، هو موجود دائماً لتخريب ثقافة وأقتصاد بلده. هو سالم دائماً ويتهم كل معتدل وطني. العميل مثل حشرة الأرضة ينخر البناء بهدوء . فتبينوه , وما أكثرهم.
اديبة عراقية تقيم في كاليفورنيا
لميعة عباس عمارة