طالب شاب موريتاني مصاب بالتأتأة، رئيس الجمهورية بالمساعدة في علاجه، نظرا للمعاناة النفسية وتفاقمها نتيجة التأثيرات السلبية لهذا الوضع، وكشف الشاب عن مراكز مختصة بعلاج هذه الوضعيات، وهذه هي الرسالة التى تلقت وكالة المستقبل نسخة منها:
" بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنا اسمي باگيلي ولد محمد ولد صداف ولد الجيلاني، أبلغ من العمر 29 عاما، عانيت من التأتأة منذ 22 سنة، تعرضت بسببها لكثير من التنمر، أثر على دراستـي خاصـة، وتسببت في تدني مستواي، بعد أن كنت من أفضل التلاميذ في المرحلتين الابتدائية والاعداديـة.
ولكن حين وصلت المرحلة الثانوية، وصرت أتأثر بكلام الآخرين عني، بدأت المشكلة تتفاقم، وأصبحت عائقا في حياتي يعيق كل نجاح أصبو إليه، حرمت من كثير من الفرص الوظيفية بسببها( تخطيت الكثير من التفاصيل نتعرف عليها لاحقا.)
ونظرا لأن العالم أصبح متقدما، وبات هناك علاج ودواء للكثير من الأمراض خاصة التـأتـأة، فإن أتمنى الاستفادة من الدورات التدريبية لعلاج التأتأة، عن طرق التنفس الصحيحة، التي تساعد على التحكم التاتاة، والتي توجد في بعض دول الشرق الأوسط، من بينها المملكة العربية السعودية، حيث يوجد فيها برنامج يسمى "المجتمع الذكي للتحكم في التـأتـأة"، أسسه شخص اسمه أحمد المهنا، كان مثلي تماما في شدة التـأتـأة.
وعليه وباختصار فأنا أوجه رسالتي إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، وللجهات المعنية، بغية دعمي حتى أذهب إلى تلك الدورات، لأني لا أستطيع تحمل تكاليفها، حيث سأحظـى بمعاملة خاصة إذا كنت مدعوما من طرف دولتي.
أنا واحد من مئات الموريتانييـن، الذين يعانون من هذه المشكلة من جميع الفئات والأعمار، ولكنهم صامتون يتألمون في صمت خائفون من الاعتراف بمشكلتهم، في حين قررت أنا التحرك والحديث عن مشكلتي من أجل إيجاد حل لها، ومساعدة أخوتي الموريتانيين الذين يعانون منها.
في النهاية أرجو من الله التوفيق وأرجو من الدولة دعمي في هذ الهدف النبيل، لست متسولا ولا طالبا للصدقات، فلا عيب في مواطن تضرر من مشكلة وطلب الدعم من دولته.
هذه القصة لا أريد بها تعاطفا ولا نظرة شفقة، بل لجعلها قصة معبرة عن ما يعانيه المتأتأ، فقد اكتشفت التأتأة منذ أن كان عمري 7 سنوات حيث كنت في المحظرة، ولكن لم أستطع المتابعة بسببها، حينها أخذ الأهل قراراً بإلحاقي بلمدرسة بطلب من شيخ المحظرة بما رآه من صعوبة الكلام عندي فالتحقت بها. ورغم تلك الصعوبات والتحديات استطعت الحصول على شهادة ختم الدروس الابتدائية من السنة الخامسة، فمنها ترشحت للمسابقة، ثم التحقت بالثانوية، حيث أخذت شهادة ختم الدروس الإعدادية متفوقا إن لم أكن الأول على مستوى المقاطعة، شاركت في مسابقة دخول المدرسة العسكرية الوطنية، وكنت الوحيد الذي نجح على مستوى ولاية لعصابة، ثم تابعت فيها حتى حصلت على البكالوريا في الرياضيات بمعدل جيد يمنحني الحق في الالتحاق بمدرسة الضباط، لكن للأسف توقف الحلم هناك حيث رفضت بسبب التأتأة قلت لا بأس ساتعدى هذه التحقت بجامعة انواكشوط العصرية وهناك حصلت على شهادة الليسانس في الطرق المعلوماتية المطبقة على تسيير المؤسسات كان خيارا مني بأنه تخصص لا يحتاج الكثير من الكلام بعد بحث كبير هنا وهناك عن فرصة عمل تخللها الكثير من الاعتذار بأني لدي مشكلة وصعوبة لا تصلح لوظائف كنت أراها في إمكانية شهاداتي، ولكن لم تتحق تابعت البحث والكد حتى التحقت بمؤسسة من المؤسسات المالية أقدر لهم قبول ذلك رغم تلك المشكلة، ولكن عانيت كثيراً من التنمر أحيانا من بعض الزبناء وأحيانا للأسف من بعض زملاء العمل دون قصد منهم ظنا أنها لا تؤثر في بأني لا أستطيع مزاولة بعض الوظائف، ولكن منهم من ساندني وخفف حملي أقدر لهم ذلك أيضا عندما استقلت من العمل بسبب يخصني ليست هذه المشكلة على كل حال عندما جلست مع نفسي علمت أني لدي مشكلة، وقبل البحث عن عمل آخر لا بد أن تتوقف حياتي حتى أحلها إنشاء الله مع كل هذه الإنجازات كنت أبحث عن علاج لمشكلتي، لكن لم أجد لها حلاً طبياً عندنا لدى الطب الحديث ولا التقليدي حيث زرت العديد من الأطباء منهم من يقول عقدة في اللسان يجب قطعها، ومن يقول خذ حبوبا وستنتهي، ومن يقول خذ هذه الشربات وستشفى، لكن لم أر نتيجة، ولم أقتنع بذلك لأني بحثت في الإنترنت، ووجدت أن في الطب الحديث لم يتوصل حتى الآن لحلها، ولكن من يعانون مثلي توصلوا لحلول جيدة وفعالة للتحكم في هذه المشكلة وهي عبارة عن تقنيات للتنفس بطرق صحيحة يمكن من خلالها إخراج الكلام بكل سلاسة، ومن أفضل البرامج العربية التي توصلت إليها برنامج المجتمع الذكي للتحكم في التأتأة في السعودية.
وفي النهاية أرسل رسالة إلى كل أسرة فيها متأتأ أن ابنكم عنده مشكلة يمكن أن تختفي مع الوقت، ولكن منا من تبقى معه حتى الكبر لذلك من المهم التنبه ومعالجتها قبل أن تتفاقم وتؤثر في حياته الدراسية والمهنية كثير منا يعتبرها ليست مشكلة، ولكن في الحقيقة هي مشكلة؛ لأنها تأثر علينا ماديا ومعنويا، ولكن اليوم مع تطور العلم والبحوث أصبح لها علاج وكما جاء في الحديث مفاده أن لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله.
قصتي لعلها تكون إنقاذا لحياة كثير من أطفالنا الذين ما زالوا في مقتبل العمر، وينتظرهم مستقبل مليء بالتحديات.
رقم التواصل عليه الواتساب 37460621