منتخب”المرابطون”هل سقط أم تعثر فحسب؟/

أربعاء, 2024-01-31 09:52

بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

المرابطون لم يسقطوا يوما ،و إنما كانت النتيجة عند فريق رياضي تيامن باسمهم لا تخدم ربما منحى الاستئناس باسمهم هذه الأيام،لكن المرابطين ظلوا دائما فى الصدارة،لأنهم رابطوا و جاهدوا و صبروا و كانت نيتهم لله وحده،أما حين نحتضن الأجنبيات بالمعنى الشرعي،و لا نسير بحزم على خطى المرابطين،فلا غرابة أن نصيب مرة من بركة اسم المرابطين العريق التاريخي المتألق دوما و نجانب تلك البركة حينا آخر،بسبب استصغارنا لحرمات الله.

فرحت كثيرا حين انتصر المرابطون فى وجه الفريق الجزائزي،رغم المكانة العميقة للشعب الجزائري و الدولة الجزائرية،لكنني غضبت لله حينما رأيت رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم،رغم نجاحاته المتعددة و نسبه الشريفي يعانق فتاة فى عنفوان الشباب لم يرضع من لبن أمها سوى العاطفة الرياضية المشتركه.

ففى موقعة ذات مرة بين الصحابة و الكفار،تأخر النصر،و تذكروا أنهم نسوا السواك،فأقبلوا عليه جميعا،و هو سنة عظيمة ،فانتصروا،فكيف ننتصر و نحن نعانق الحسنوات ،بصيغة علنية بعيدا عن الاحتشام،و ذلك إثر انتصارنا على الجزائر،و لن ننتصر باسم المرابطين المجاهدين،و نحن لا نتقى مثل تلك المخالفات الشرعية الصريحة.

و لتجربوا مرة أخرى،ففريق المرابطون شهد تحسنا نوعيا معتبرا فى الأساليب الكروية و الرياضية،لكن فلنحذر ما يخالف الشرع الإسلامي الحنيف ،و سنظل نخطو من نصر مؤزر إلى نصر أكبر و أكثف.

ثم إنك يا أحمد ولد يحيى حين تكون رئيس اتحادية كرة القدم لا تمثل نفسك و فريقك الرياضي فحسب،بل تمثل موريتانيا برمتها،و ليس من تعاليم شرعنا و لا من عاداتنا معانقة "الأجنبيات"،لا موريتانيات و لا غيرهن،و ربما هزمنا البارحة بسبب تلك الفعلة،التى لم تجد من ينكرها علنا،و دون مجاملة أو لف أو دوران.

و فى الحقيقة "المرابطون"،لم بخسروا يوما و لن يخسروا أبدا،و لكن من تيامن باسمهم،ربما لم يلتزم بدفتر الشروط،و إن أكثروا من الاستغفار انتصروا،رغم الخطأ.

و من تمعن فى المخالفة التى جرتهم للهزيمة سيرى الرسالة واضحة و جلية،فالمخالفة بسبب لمس خفيف غير مشروع لكرة القدم،فكيف بلمس غير خفيف لحرمات الله.

و الرجاء التأمل،لقد كان الجزاء الرباني الموعظة من جنس العمل المخالف،سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم و أستغفر الله العظيم و أتوب إليه.

حسنات الأبرار سيئات المقربين،فالشرفاء هم القيمونون بالدرجة الأولى بالحرص على الاتباع ،و هذا الرجل رجل مهني فى ميدان حرفته الرياضية و علاقاته طيبة بكافة الأسرة الرياضية،بالكرم و الأخلاق و الاستيعاب،لكنه يمثل علم الجمهورية الإسلامية الموريتانية،فلينتبه،مثلما أننا جميعا مطالبون بذلك.

و عموما كرة القدم سجال،و يوم لك و يوم عليك،و لقد أحسن فريق "المرابطون" عندما تأهل من قبل،و لقد أحسن الأخ أحمد ولد يحيى بما بذل من جهود معتبرة و مقدرة،و فى كل تجربة بشرية خطأ و صواب،فإلى الأمام ،مع فرص و انتصارات باهرة مجددا،بإذن الله،و لنعلم أن هذه الصراعات و المنافسات الكروية و غيرها مجرد مناسبات دنيوية عابرة،بالمقارنة مع المصير الاخروي،من نعيم و عقاب،و لنتقى المحصلة و عاقبة الأمور،و إنما العاقبة للمتقين،و أذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون.

و باختصار فريق المرابطون لم يخسر تماما،و إنما كان ذلك درسا و تنبيها،و من الملاحظ فى السنوات الأخيرة،فى ظل قيادة أحمد ولد يحيى للاتحادية أن فريق "المرابطون"بدأ يقدم عروضا مبهرة و انتصارات رياضية ملموسة،من حين لآخر،فلنقبل عليه جميعا،رسميا و شعبيا،دعما و تشجيعا،عسى أن نحقق و نحرز المزيد من الانتصار و نستغل هذه الرياضة،المحل إقبال عالمي متصاعد،لإيصال اسم موريتانيا لمن لا بعرفها،و لتكون كرة قدمنا مبعوثا ناجعا لكسب الانفتاح و الترابط المتنوع مع الجميع،دون تفريط فى خصوصياتنا القيمية و الأخلاقية،و الله ولي التوفيق.

فعلا فريق المرابطون لم يخسر و لكنه تعثر،و لكل جواد كبوة.