إنتهى موسم السياحة في إقليم كردستان دون إنجاز أي جزء من الخطة التي وضعها المسؤولون عن القطاع السياحي فقد كان الإقليم يتطلّع إلى فتح أبواب أخرى مع العالم ولكن تنظيم الدولة الاسلامية لم يغلق عليه الأبواب فقط بل أغلق النوافذ كذلك.
يبدو أن الأجهزة التي تشرف على قطاع السياحة في الإقليم كانت تتطلّع إلى جذب أعداد كبيرة من السياح إليه حتى أواسط أكتوبر/تشرين الاول من هذا العام أي بنهاية موسم السياحة إلا أن الأحداث الأمنية أدت إلى فقدان السيّاح المحليين والموسم السياحي برمته سار برتابة.
وتشير معلومات من هيئة السياحة في الإقليم إلى أن كردستان استقبلت خلال 2013 نحو ثلاثة ملايين سائح من مدن وسط وجنوب العراق وإيران وتركيا وبلدان أوربية عدة وأميركا بزيادة بلغت" 30 في المائة"مقارنة مع 2012، ووفق الخطة الموضوعة كانت النية تتجه لزيادة أعداد السياح إلى أكثر من ثلاثة ملايين سائح وهو مالم يتحقق، وفقا لموقع "نقاش" الاخباري.
معلومات هيئة السياحة تشير أيضاً إلى أن أعداد السيّاح حتى نهاية شهر مايو/آيار الفائت أي قبل هجوم الدولة الاسلامية على الموصل ارتفع بنسبة ثمانٍ في المائة مقارنة مع المدة نفسها من العام المنصرم، ولكن لم تسجل أية معلومات بعد تلك المدة بسبب لجوء مئات الآلاف من النازحين واللاجئين من مدن عراقية مختلفة إلى الإقليم.
وبشأن ذلك قال نادر روستي المتحدث باسم هيئة السياحة في إقليم كردستان "لا نعلم كم هي النسبة ولكن نعرف بانها انخفضت كثيراً".
وأضاف روستي لـ"نقاش": "سيّاح وسط وجنوب العراق في الإقليم شكّلوا في الأعوام الماضية نسبة 65 في المائة ولكن الأوضاع الأمنية الأخيرة أوقفت هؤلاء السياح وحولتهم إلى نازحين في الإقليم".
وزاد من الوضع تعقيداً قيام بغداد بوقف ميزانية الإقليم لحوالي عشرة أشهر، ما أدى إلى فقدان قطاع السياحة لـ"14 في المائة"من وارداته التي كان يحصل عليها من السيّاح المحليين.
مسؤولو السياحة في الإقليم اعلنوا في وقت سابق إنهم سيعملون في عام 2014 على إبقاء عدد السيّاح المحليين على حاله وزيادة عدد السيّاح الأجانب من أوروبا واميركا ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أي من الأمرين.
المتحدث باسم هيئة السياحة ذكر بان مجرد حديث وسائل الأعلام العالمية عن كردستان والبيشمركة وداعش (اختصار التسمية السابقة للدولة الاسلامية)، أثر ذلك وبنحو سلبي على الحركة السياحية، كما دفع وجود أجانب بين صفوف داعش البلدان الاوربية إلى تشديد الإجراءات لمنع سفر مواطنيها إلى المنطقة".
ومهما كانت الاسباب وراء انخفاض أعداد السيّاح فهو لن يقلل من حقيقة أن الذين يعملون في هذا المجال تضرروا بدرجة كبيرة. ويؤكد هذا، هيرش أحمد رئيس جمعية فنادق كردستان، قائلا "واردات الفنادق انخفضت هذا العام بنسبة مئة في المئة كما تم إغلاق ثمانية عشر فندقاً منذ بداية العام، وتم الاستغناء عن نصف العاملين في الفنادق والمطاعم".
وحذّر من استمرار الأزمة التي قال بانها ستؤدي إلى انهيار قطاع السياحة بنحو كامل وغلق فنادق ومطاعم أكثر واستفحال البطالة.
ورأى بأن من أسباب انخفاض أعداد السيّاح في اٌلأقليم تشديد إجراءات نقاط التفتيش في المعابر وقال "تم تشديد الإجراءات في نقاط التفتيش والمطارات على السياح حتى وصل الأمر الى طلب كفالة من السائح مما أضر بالواقع السياحي في كردستان، وادى الى إنخفاض زائريه ".
في المقابل نفى مدير الإعلام في جهاز الأمن (الأسايش) في الإقليم الرائد آشتي مجيد أن يكونوا قد منعوا السيّاح من الدخول إلى الإقليم ومع ذلك لم يخف اتخاذ إجراءات أكثر تشدداً بسبب تدهور الوضع الأمني، قائلا "نحن نؤدي واجبنا، وحماية أمن واستقرار الإقليم من اهم أولوياتنا".
وكانت أربيل قد فازت في منافسة اختيار عاصمة السياحة العربية لعام 2014 خلال اجتماع وزراء السياحة العرب في اكتوبر/تشرين الأول الماضي متقدمة على كل من الطائف والشارقة وبيروت وكان من المقرر أن تقيم أربيل أكثر من ثمانين نشاطاً سياحياً وثقافياً واجتماعياً ورياضياً وفنياً واقتصادياً، فضلاً عن مهرجانات متنوعة خلال فصول السنة، وتم تخصيص مبلغ 20 مليون دولار من قبل رئاسة حكومة الإقليم من أجل ذلك إلا إن الخطة فشلت بسبب الأزمة المالية وظهور الدولة الاسلامية.
الخبير السياحي والاقتصادي إدريس رمضان كوجر قال ان "الوضع الاقتصادي للإقليم وعدم استقرار الحدود لعبا دوراً كبيراً في انخفاض نسبة السياحة مما أدى إلى انخفاض دخل الفرد وواردات السياحة وإلحاق ضرر كبير في القطاع السياحي وبالتالي انخفاض الدخل القومي".
وأشار كوجر إلى أن هيئة السياحة لم توفّق في خطط جذب السيّاح الأجانب إلى كردستان بعد تهيئة أربيل لتكون عاصمة السياحة العربية إلا أنه أعرب عن تفاؤله بمواجهة أزمة السياحة القائمة وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها وتطويرها أيضاً خلال المدة المقبلة.